جانيت ايلن، الرئيسة السابقة للاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) وزوجة الحائز على نوبل للاقتصاد اكرلوف (صحبة ستيغلتز)، وزيرة للمالية في حكومة بايدن. المراة التي ادارت الاحتياطي الفيدرالي خلال ولاية اوباما وجزء من ولاية ترامب تنتمي الى الاقتصاديين التقدميين الذين اشتغلوا على تجاوز دوغما استهداف التضخم الموروثة عن اليمين والنقدوية وسارت، بعد بن برنانك، على طريق الاصدار النقدي الكثيف Quantitative easing لمواجهة تداعيات ازمة 2008، الذي تاخرت اوروبا في اعتماده وخسرت الكثير، بحيث بينت ان العلاقة بين السياسة النقدية والتضخم اكثر تعقيدا مما اوحت به التجربة خلال فترة سيادة وفاق واشنطن consensus de Washington الذي غلب الايديولوجيا على المعرفة العلمية وانعطف بالعالم الى النيوليبرالية في اكثر صيغها توحشا. هل تنجح جانيت ايلن في خلق بارادغم جديد ينهي توازي المعلومات asymétrie de l’information، الاطروحة التي نال عنها زوجها نوبل للاقتصاد، بين الافراد وفئات المجتمع الذي ادى الى ان يحتكرون المعلومات والثروات، 1% حسب بيكتي، الى المزيد من الثراء، وفحش الثراء الذي لم تعرف البشرية مثيلا له من قبل في الازمنة الحديثة، في مقابل توسع الفقر وانهيار الفئات الوسطى التي كانت قد توسعت في الثلاثين سنة المجيدة بعد الحرب العالمية الثانية وشكلت القاعدة الداعمة والحامية للديمقراطية وللتعايش الامن.
الفريق الاقتصادي لبايدن يؤكد انفتاحا غير مسبوق على الاقليات وابناء وبنات المهاجرين والنشطاء في الحقل الاجتماعي.
بعد صدمة ترامب، يبدو ان الولايات المتحدة تتجه نحو تجديد نفسها بعد جمود استمر فعليا مند نيكسون، وبالاخص مند ريغان، وهذا ماسيكون له اثر على العالم بكل تأكيد.