آخر الأخبار

جبل إيغود باليوسفية – 3 –

سنة 2007 تتوج جبل ايغود كأقدم موقع أثري للإنسان العاقل، ولكي يبرهن كل من الأستاذ عبد الواحد بن نصر، أستاذ باحث في المعهد الوطني المغربي لعلوم الآثار والتراث،       و « جون جاك هوبلان » أستاذ الأنثروبولوجيا التطورية حاليا في « معهد ماكس بلانك » بلايبزيغ الألمانية، على فرضيتهما قررا الاستمرار في التنقيب مجددا بمنجم جبل ايغود منذ 26 فبراير من سنة 2007 ، بمعية فريق دولي من علماء الآثار والإنسان القديم. 

وقد أسفرت الحفريات التي قام بها الفريق الذي كان يشرف عليه عبد الواحد بنصر، رفقة الفرنسي « هوبلان » مؤخرا (2014) على اكتشاف جمجمة مجزأة لإنسان من جنس homo sapiens)) الإنسان العاقل في المغرب، وعثر على هذه الجمجمة الجزئية على مستوى طبقاتي محدد بدقة، ويعود تاريخها إلى 160 ألف سنة على الأقل، حسب الأستاذ بنصر. وما هو مهم ـ يضيف نفس الأستاذ ـ « هو أن هذه الجمجمة هي أقدم واحدة في العالم يعثر عليها في موضعها الطبيعي ». 

لم تقف رغبة كل من الأستاذ عبد الواحد بن نصر والأستاذ جون جاك هوبلان، عند هذه الخلاصة، بل امتدت إلى تعميق البحث في إطار دائما الشراكة العلمية القائمة بين المغرب وفرنسا، من أجل تحديد تاريخ دقيق لإنسان ايغود. 

سنة 2017 تتوج جبل ايغود كأقدم موقع أثري للإنسان العاقل في العالم

وهكذا استمرت الأبحاث بموقع جبل ايغود على امتداد الفترة الممتدة من سنة 2014 إلى سنة 2017، حيث سيتم الإعلان عبر وسائل الإعلام الدولية والوطنية عن الاكتشاف الجديد ( اكتشاف أقدم إنسان (315 ألف سنة ) بجبل ايغود )، بعد التأكد من نتيجة التحديد  عبر مجموعة من المختبرات العالمية، مما سمح بتتويج جبل ايغود بمنطقة أحمر بإقليم اليوسفية، كأقدم موقع أثري للإنسان العاقل في العالم، بعد كل من الموقع الأثري لدولة إثيوبيا، والموقع الأثري لدولة جنوب إفريقيا، وقد أحدث هذا الاكتشاف ثورة علمية، إذ ستتم  إعادة النظر في العديد من النظريات والمعارف التي تهم الإنسان القديم. 

ومن هنا يظل جبل ايغود أقدم المواقع الأثرية بالعالم، وهو يحتاج إلى العناية والاهتمام به من طرف المسؤولين والمهتمين، اعتبارا للمكانة التي أصبحت له كتراث علمي ووطني، ولأهميته التاريخية وما يحتوي عليه من معالم الحياة البشرية القديمة، إضافة إلى ما يمكن أن يقدمه ـ كموقع أثري ـ للأثريين ومحترفي علم الإحاثة من معلومات إضافية… هذا إلى جانب توفره على مجموعة المؤهلات الطبيعية  (كهوف، مغارات، بحيرة باطنية، نباتات…) وحيوانية تسمح بتحويله ـ بالإضافة إلى أهميته كموقع أثري، ومحج للباحثين والطلبة ـ إلى مرفق سياحي مهم، خاصة أنه يوجد بين عدة مدن سياحية: الجديدة/أكادير/ الصويرة/آسفي/مراكش.

المصطفى حمزة/ اليوسفية