ايغود ” الجبل الرمادي اللون ” بإقليم اليوسفية: من معلمة جغرافية، إلى أقدم موقع أثري عالمي للإنسان .
ليس صدفة أن يتحول جبل ايغود، في صيق 2017، من معلمة جغرافية محلية، تختزن معالم حياة بشرية قديمة، إلى أهم موقع أثري عالمي لأقدم إنسان عاقل (315 ألف سنة)، بعد كل من الموقع الأثري لدولة إثيوبيا، والموقع الأثري لدولة جنوب إفريقيا، ويصبح في نفس الوقت محطة جذب لوسائل الإعلام، وللمهتمين بالإنسان القديم، وتطور الحياة البشرية، من مختلف بقاع العالم، ويساهم في مراجعة العديد من النظريات العلمية والكثير من البحوث المهتمة بعلم الأناسة، ذلك أنه قبل صيف 2017، الذي تناقلت فيه وسائل الإعلام الدولية والوطنية بمخلف أنواعها، خبر اكتشاف أقدم إنسان (315 ألف سنة ) بجبل ايغود.
جبل ايغود: معلمة جغرافية تختزن معالم حياة بشرية قديمة.
الطريق إلى جبل الرمادي اللون، “ايغود” عبر مدينة الشماعية ، يغري بما يزخر به من مشاهد طبيعية ، تلال متشبعة بعبق التاريخ تعلو سفوحها معالم عمرانية وحضارية، تشهد على عبقرية المكان والإنسان ، مثل الزاوية البوسنية التي « اهتم شيوخها بتشييد الرياض الفخمة ذات القبب العالية، والزخرفة في السقوف والجدران، حتى ليخيل إلى الزائر لها…، أنه في كبرى الحواضر لما تتميز به من تقدم في العمران ورقي في الحضارة، فتجمعت فيها جملة من خصائص الفن المغربي الأندلسي في وسط قروي تسوده المفارقات ›› يقول الأستاذ محمد ماكمان، معالم الزاوية البوسنية المبثوثة على السفح الشرقي لهضاب الميسات، تفضي بك إلى أودية موسمية تنبعث منها خضرة دائمة تسر الناظرين، وزادها جمالا ورونقا ما أضفاه عليها سد بوحوته من جمالية على المكان والطريق.
مشاهد طبيعية جميلة تشد نظرات العابرين لفضاءاتها ، ومعالم عمرانية وحضارية تسمح بتصفح تاريخ لا زال في حاجة إلى النبش في ثناياه. وقبل أن تستفيق من نشوتك اللامتناهية ، يعانقك جبل ايغود ، الواقع في الجزء الجنوبي الغربي من منطقة أحمر بجماعة ايغود ، التي تبعد عن مدينة الشماعية بحوالي 42 كلم.
امتداد الجبل على مسافة 5 كيلومترات، يخفي أسرارا لا يعلم كنهها إلا من خبروا خريطة ولوج مغاراته وكهوفه، التي بإمكان الاهتمام بها أن يحول الجبل إلى مرفق سياحي يساهم في تنمية المنطقة والنهوض بها اقتصاديا.
امتداد الجبل لا يلغي أهمية علوه البالغ 592 م، مما يمكن « من الإشراف على المنطقة المحيطة به على امتداد كيلومترات عديدة » حسب الأستاذ عبد الواحد بنصر.
جمالية جبل ايغود يزيدها رونقا ما يرصع سفوحه من النباتات مثل شجر السدرة آخر شاهد على النبات الذي كان يغطي في السابق منطقة أحمر، إضافة إلى أشجار الطلح، وأشجار الكاليتوس، ونباتات شوكية أخرى تتحمل الجفاف، وتعلو محياه بقايا بعض أشجار الأركان التي لا زالت شاهدة على وجود هذا النوع من الأشجار بالمنطقة في الفترات القديمة. هذا إلى جانب توفر الجبل على مجموعة من الحيوانات البرية، كالخنزير البري، الحجل، الأرانب، الباز، الثعلب، البوم، الغراب، وعدة زواحف أخرى، ومجموعة من المغارات والكهوف وبحيرة مائية بأسفله ذات أهمية كبيرة بما يتوفر فيها من حيوانات ونباتات .
المصطفى حمزة / اليوسفية