جحود إعلامي

عجبت لتعليق زميل اعلامي عندما حل ضيفا هذا الاسبوع على القناة التلفزيونية المغربية الاولى في برنامج يتناول موضوع الاغنية المغربية العصرية، فسألته المذيعة صاحبة البرنامج قائلة : ( هل هناك اذاعة مغربية او اعلاميون يهتمون بموضوع الاغنية المغربية ؟)، وبكل البساطة قال جازما : لا وجود لاية محطة اذاعية مغربية تهتم بموضوع الاغنية المغربية، وكذا لا وجود لاي اعلامي يهتم بموضوع الاغنية المغربية)… استحضر هنا ميثاق شرف مهنة الاعلام الذي يظل الحديث عنه هنا وهناك، في حين انا شخصيا ارى ان ميثاق شرف المهنة هو جزء من الاخلاق بمفهومها العام التي يتلقاها الانسان في بيئته وهو بعد يتدرج مع مراحل النمو في حياته، الاخلاق طبع فينا وليس توصيات يروج لها في الملتقيات الرسمية، قال رسولنا الاكرم عليه ازكى الصلوات: ( جئت لاتمم مكارم الاخلاق)، والغريب ان هذا الزميل الاعلامي الذي اقر بكلامه في البرنامج المذكور هو ايضا ،الى جانب اشتغاله في حقل الاعلام، هو ايضا يشتغل في حقل الاغنية المغربية، وقد استضفته مرارا على مختلف برامجي الفنية التي اقدمها من اذاعة راديو بلوس المغربية، وقد اعترف لي مرارا باهمية عملي الذي اقوم به في هذا الحقل بصيغة ابلغ منه واقوى، واكثر تميزا واحترافية، وبوثائق صوتية نادرة لا تتوفر لديه، ومع ذلك يجزم قائلا بانه لا وجود لاية اذاعة بالمغرب تهتم بالاغنية المغربية ، موقف يدعو حقا للاستغراب، تماما كما اسقط من دائرة الاهتمام بالموضوع ثلة طيبة من الاخوة الزملاء الاعلاميين الذين يتميزون باهتمام صادق بملف الاغنية المغربية ومنهم الاستاذ السعيد الامام والاستاذ مصطفى بنريسول، والاستاذ عبد الحميد النقراشي من خلال برنامجه الشائق ( ليالي الانس ) وما يبذله من مجهودات جبارة في اطار اهتمامه الحقيقي بالابداع الغنائي المغربي، والاستاذ الرائد الذي اسس لهذا الاهتمام بطريقة ممنهجة بالاذاعة المركزية بالرباط الاستاذ الحسين العمراني، كما ان ىاذاعة radio plus المغربية تعتبر الاذاعة الرائدة بالمغرب،وشخصيا اتبنى ملف الاغنية المغربية من خلال مجموعة من البرامج الهادفة والوجيهة جدا منه ( برنامج الاغنية المغربية)، ثم من خلال برنامج ( سهرة الاسبوع ) الذي يقدم مرتين كل اسبوع : السبت من مدينة مراكش والاحد من مدينة الدارالبيضاء، ومن خلال هذه البرامج واذاعة radio plus قد وفقنا بامتياز ونحن نحيي تراثنا الغنائي المغربي، كما اننا قد وفقنا في التاسيس لتواصل حقيقي مع جميع مبدعي الاغنية المغربية، هذا دون ان نتحدث عن مواكباتنا بصيغة السبق المهني لمواكبة مختلف وضعيات مبدعي الاغنية المغربية اجتماعيا وصحيا، وفي حالات الوفاة تسجل اذاعة radio plus المغربية حضورا متميزا للغاية، فمن المؤلم حقا ان يأتي زميل اعلامي وينسف مجهودات العباد بمجرد تصريح لا يرتكز على اية مقومات مهنية، ولا يحترم مضامين ميثاق شرف المهنة.

أحمد رمزي الغضبان / راديو بلوس