تدوالت العديد من وسائل التواصل الاجتماعي صور مرعبة لما عانته جماهير الكوكب المراكشي من تنكيل مزدوج سواء من طرف جمهور فريق اولمبيك آسفي أو رجال الامن و القوات المساعدة بالمدينة ذاتها .
في الوقت الذي طالب البعض المديرية العامة للأمن الوطني بفتح تحقيق حول ملابسات الاحداث و ظروفها .
اعتقد أن عبد اللطيف الحمدوشي المدير العام للأمن الوطني ، بعيد كل البعد عن هذه الاحداث ، ولا علاقة له بها لا من قريب او بعيد ، أقول هذا الكلام ليس رياء او تزلفا للرجل الذي اعتبره مسؤولا كسابقيه عن جهاز الامن بالنسبة للوطن ككل .
ما حدث يقع اخل جهة واحدة، يشرف على تسييرها والي يسمى كريم قسي لحلو ، الذي اعتبره المسؤول الاول عما حدث لشبان ذنبهم الوحيد أنهم تعلقوا بفريقهم، و تجشموا عناء الصيام و الحرارة المفرطة للسفر الى مدينة آسفي ، عبر مختلف وسائل النقل ، وهكذا فتلك الجروح و الرضوض المتفاوتة الخطيرة ، ستظل وصمة عار على هذا جبين هذا المسؤول الذي تبقى كرة القدم المراكشية آخر اهتماماته ، رغم التقاط الصور بين الفينة و الاخرى مع بعض الجمعيات الرياضية المحلية، وجمعيات المحبين و قدماء اللاعبين ، دون فائدة تذكر ، في الوقت الذي تعرف المدينة غليانا كبيرا بسبب وضعية الفريق الذي أضحى – لا قدر الله – قاب قوسين من مغادرة البطولة الاحترافية القسم الأول .
المسؤلية الثانية يتحملها والي الامن الذي لا يتقن سوى التمظهر و ” التسركيل ” على بساط حلبة ألعاب القوى داخل الملعب ، باستثناء المباريات التي تشارك فيها فرق البيضاء ليشمر على ساعديه ، كما حدث في الديربي الاخير ، في الوقت الذي كان أحد المسؤولين الأمنيين السابقين ( عمر خمري ) يتواجد بين الجماهير رفقة عناصر الامن، للإشارة هذا الرجل أشرف على افتتاح الملعب الكبير، وكان شاهدا على العديد من اللحظات العصيبة بالمدينة ك : مظاهرات 20 فبراير، احتجاجات سكان الحي العسكري و محطات أخرى، أدارها باقتدار، قبل أن يتم تنقيله خارج المدينة ، في الوقت الذي لا يتجاوز دور والي الامن الحالي القيام بدورات على الملعب.
كان على المسؤولين والي الجهة و والي الامن تخصيص فرق أمنية لمرافقة الجماهير المراكشية التي تعرضت لوابل من الحجارة على مستوى جماعة الشماعية، قبل أن تستقبلها عناصر الامن. القوات المساعدة بترحاب كبير .
المسؤولان اللذان ما فتئا يستقبلان جمعيات المجتمع المدني ، كان عليهما التنسيق مع محبي الفريق و تخصيص حافلة أو حافلتين من حراس الامن لمرافقتهم، الامر الذي يحدث دائما حيث تنتقل فرق التدخل السريع الى الصويرة بمناسبة مهرجان كناوة ، وكذلك آسفي خلال بعض المسابقات ، لكن أمن الجماهير الكوكبية لا يهم الواليين .
كان على والي الجهة إشراك القيادة الجهوية للدرك الملكي، لتأمين تنقل الجماهير المراكشية، و إخضاعها للتفتيش، عند مغادرة تراب مراكش، ولم لا مرافقتها كذلك و لو بالتناوب ببن الجماعات الواقعة على الطريق الرابطة بين مراكش و آسفي ، هنا يمكن تحميل المسؤولية في الرتبة الثالثة للقائد الجهوي للدرك الملكي .
اعتقد أن مطالبة الحموشي بفتح تحقيق في ما جرى لا تكفي ، في نظري المطلوب من الحموشي اقالة المسؤول الامني بولاية الامن بمراكش و المسؤول الامني الاول عن مدينة آسفي رغم أن هذا الاخير يعمل تحت سلطة الاول ، لكونهما لم يوفرا الامن الكافي ، مما جعل بعض الجماهير المسفيوية تقتحم الملعب في محاولة للهجوم على أنصار الكوكب و تمزيق الشعار، بل و تتعقب وسائل النقل المراكشية إلى خارج المدينة لإيقافها و الاعتداء بوحشية على ركابها الشبان ، نعتذر عن نشر الصور و الفيديوهات ، التي تثير التقزز .
يتم الحديث عن دخول بعض الجهات الحقوقية بمراكش على الخط للمطالبة بفتح تحقيق فيما تعرضت له الجماهير المراكشية، لكن يبقى التساؤل ألا يمكن لهذه الهيئات الحقوقية رفع دعوى قضائية ضد والي الجهة و والي الامن ، عن مسؤوليتهما فيما حدث، و التقصير في تأمين رحلات الجماهير المراكشية الى آسفي، في الوقت الذي استنفر المسؤولان جميع قوات الأمن بالمدينة من شرطة، قوات مساعدة ، درك ملكي، وقاية مدنية خلال مباراة الرجاء و الوداد البيضاويين بمراكش .
محمد السريدي