رأي في الإثنا عشرية:
يرى بعض علماء الإسلام أن الشيعة الإثنا عشرية مذهب مبتدع، ولكن لم تصدر فتاوى بتكفيرهم أو عدم الزواج منهم أو عدم دفن موتاهم في المقابر الإسلامية، فباستثناء اعتبار عقيدتهم بدعة، لم تصدر أحكام فقهية تخرجهم من الإسلام، والإمام الغزالي في معرض تحليله للإسماعيلية، أكد أنهم “يظهرون الرفض ويبطنون الكفر” فمفهوم المخالفة أن الذين يظهرون الرفض كالشيعة الإثنا عشرية لا يبطنون الكفر، ويمكن القول إن الجماعة الإثنا عشرية هم مخالفون للسنة في أحكام معينة، كرفض بيعة الشيخين أبي بكر وعمر “ض“، والفقهاء يعتبرونهم رافضة أو روافض.
الإسماعيلية:
كان لوفاة الإمام جعفر الصادق في سنة 148 هـ – كما ذكرنا سابقا– الذي امتدت إمامته 35 عاما (وهي الإمامة الأطول في تاريخ الأئمة الإثنا عشرية. فالإمام علي زين العابدين امتدت إمامته 33 عاما، ومحمد الباقر 19 سنة، وموسى الكاظم 19 سنة، أما باقي الأمة فكانت فترتهم قصيرة نسبيا).
وكان الإمام جعفر الصادق – وسمي الصادق لصدقه– أحد العلماء الكبار في تاريخ الإسلام، وكان من تلامذه الإمام أبي حنيفة و الإمام مالك ابن أنس.
وقد وضع الإمام جعفر الصادق المذهب الجعفري، الذي يعتبر أحد المذاهب الإسلامية الخمسة. كان للإمام جعفر عدة أبناء، وكان من المنتظر أن يتولى الإمامة بعده ابنه الأكبر إسماعيل، إلا أن إسماعيل توفي في حياة أبيه الإمام جعفر، فتولى الإمامة (في 148 هـ) الإمام موسى الكاظم. وثارت خلافات حول ذلك لم تك ذات أهمية في البداية، لكن جماعة معينة ذات أهداف خاصة استغلت هذا الحدث لغير مشكلة الإمامة، مدعية أن من ميزات الإمام معرفة الغيب، فقد كان الإمام جعفر يعرف أن إسماعيل سيموت، فيتولى ابنه محمد الإمامة، وأن إمامة موسى الكاظم باطلة، وكان أول من استغل هذا الأمر عبد الله بن ميمون القداح، الذي أسس تنظيما هدفه تدمير الدولة الإسلامية / العباسية.
لقد شكلت عقيدة ابن ميمون هذا، الذي ترجع أصوله إلى فارس، والتي تتلخص في أن الله تجسد على شكل إنسان لمرات سبع: في آدم ونوح وإبراهيم وعيسى ومحمد وعلي و المهدي أي محمد بن إسماعيل – والمهدي هنا غير المهدي في العقيدة الإثنا عشرية- و في كل مرة يتجسد فيها، يكون له مساعد أو إمام هو المعبر أو الناطق باسمه، فكان الناطق باسم السيد المسيح عيسى هو بطرس، وكان الناطق باسم الرسول عليه الصلاة والسلام هو علي ابن أبي طالب. أما الإمام الغائب محمد بن إسماعيل أو المهدي المنتظر فناطقه هو عبد الله بن ميمون، صاحب هذه الأفكار. وكان العضو في هذه الجماعة يمر من أربع درجات أو مراحل، بعدها خمس درجات أخرى ليتعلم دروسا هي مجموعة من الأفكار الوثنية القديمة وبعض الأفكار الإغريقية المتعلقة بالمادة. وقد أسس ابن ميمون جماعة كان لها دعاة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، خاصة في الشام و إيران والعراق، وقد فر هو نفسه إلى الشام حوالي 873 م، وبعد وفاته ادعى أحد أبنائه النسب لعقيل ابن أبي طالب، أخ الإمام علي “ض” وأنه الإمام. وكان هذا أحد أسباب الصراع مع حمدان القرمطي الذي كان له نسب إلى آل البيت. وكان القرمطي قد أسس حركة مسلحة ضد الخلافة العباسية، سميت بثورة الزنج، إلا أن هذه الثورة لم تك لها قاعدة فكرية اجتماعية. فقد مارسوا الأفعال التي أنكروها على الخلافة العباسية، وانتقموا من أسيادهم السابقين وسبو النساء و الأطفال. وبعد هزيمتهم أمام الجيوش العباسية أسسوا دولة في البحرين، وسرعان ما غابوا عن التاريخ شيئا فشيئا.