أصدر المكتب التنفيذي للجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب بياناً استنكارياً يعبر عن قلقه العميق إزاء الأوضاع الإنسانية التي لا تزال تعيشها ساكنة إقليم الحوز والمناطق المتضررة من زلزال 8 شتنبر 2023.ورغم الميزانيات الضخمة التي أعلنت الحكومة تخصيصها لإعادة الإيواء، والتي استهدفت إعادة بناء 50,000 منزل مدمر في الأقاليم الخمسة المتضررة (تارودانت، الحوز، شيشاوة، مراكش، ورزازات)، فإن الواقع يكشف استمرار معاناة الآلاف من الأسر التي لا تزال تقطن خياماً بلاستيكية لا تقيهم من حر الصيف أو برد الشتاء القارس.
مأساة إنسانية وصمت حكومي
وصف البيان الأوضاع التي يعيشها ضحايا الزلزال بأنها “ظروف حاطة بالكرامة الإنسانية”، في ظل غياب تام للمرافق الأساسية والخدمات الضرورية، مقابل غياب شبه كامل للمبادرات الحكومية. وأشار إلى أن الجهود الإغاثية اعتمدت بشكل شبه كلي على مبادرات المجتمع المدني، التي أظهرت تضامناً لافتاً مع المتضررين.
كما سلط البيان الضوء على حادثة وفاة مواطن ستيني حرقاً داخل خيمته الأحد الماضي، واعتبرها دليلاً صارخاً على استمرار سياسة التهميش والإذلال، مقارناً ذلك بمآسي مشابهة مثل قضية محسن فكري وضحايا مناجم جرادة وحوادث أخرى.
مطالب ملحّة وتحقيقات شفافة
في سياق البيان، شدد المكتب التنفيذي للجمعية الوطنية على ضرورة:
التعجيل بعملية إعادة الإيواء وبناء منازل تستجيب لمتطلبات الساكنة.
توفير مساكن مؤقتة تحترم كرامة المتضررين إلى حين الانتهاء من البناء.
إطلاق سراح معتقلي الحركات الاحتجاجية التي طالبت بإنصاف الضحايا.
فتح تحقيق شفاف حول ملابسات وفاة المواطن الستيني بالحوز، ومحاسبة المتورطين في أي تقصير أو تلاعب.
دعوة للتحرك المجتمعي
اختتم البيان بتوجيه التعازي لعائلة الفقيد، والدعوة إلى تضافر جهود الفعاليات الحقوقية والمجتمعية لإبقاء قضية ضحايا الزلزال حية في الأذهان، مؤكداً على ضرورة تسليط الضوء على معاناة المغرب العميق وصون كرامة سكانه في مواجهة الأزمات المتكررة.