تماشيا مع القرارات العليا المسطرة على صعيد الوطن، وبغية المساهمة في تقوية التدابير الاحترازية التي اتخذتها بلادنا للحد من انتشار جائحة كوفيد-19، عملت جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب، منذ الإعلان عن فترة الحجر الصحي وتوقيف التعليم والتكوين الحضوري بمختلف مؤسسات التربية والتكوين، على إطلاق برنامج وطني مكمل وداعم لبرنامج وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الشريك الاستراتيجي للجمعية، مساهمة منها في ضمان خطة الاستمرارية البيداغوجية التي أقرتها هذه الوزارة.
وفي بلاغ صحفي متوصل به في الموضوع، أكدت الجمعية المذكورة أن البرنامج الذي تم الإشراف عليه من قبل المنسقية الوطنية لعلوم الحياة والأرض، وتم تفعيله من طرف التنسيقيات الجهوية بمختلف جهات المملكة، قد تمثل في إعداد تشخيص لحاجيات الأطر التربوية من أساتذة ممارسين وأساتذة متدربين بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين وطلبة سلك الإجازة والماستر والدكتوراه بمختلف مؤسسات التربية والتكوين التابعة للتعليم العالي، مع برمجة وتنظيم سلسلة يومية من اللقاءات الافتراضية والدورات التكوينية في مجال تقنيات التدريس عن بعد، وديداكتيك تدريس مادة علوم الحياة والأرض، التي استفاد منها ومن تسجيلاتها الآلاف من الفاعلين التربويين الذين لهم علاقة مباشرة بمادة التخصص على مستوى جميع جهات المملكة، والتي ساهم في تأطيرها مجموعة من خيرة المدرسين والمكونين والمفتشين والمؤطرين التربويين من مختلف مراكز التكوين، وعدد من الأساتذة الجامعيين والاختصاصيين الدوليين من داخل المغرب وخارجه.
وأضافت ذات الجمعية أنها قامت بتنظيم خمسة وأربعين ندوة ولقاء ومائدة مستديرة عن بعد حول حصيلة وأهداف وآليات وآفاق التدريس في عصر الرقمنة، شارك فيها مديرون وأطر بالمصالح المركزية والأكاديميات الجهوية ومراكز التكوين ورؤساء جامعات وكليات العلوم التابعة للوزارة الوصية، وتتبعها ما يفوق 3000 مشارك (ة) من الأطر التربوية والإدارية والطلبة، مشيرة أن التنسيقيات الجهوية لمادة علوم الحياة والأرض التابعة للجمعية قد أعدت مجموعة من الحصص الدراسية التفاعلية على شكل موارد رقمية، موجهة للفئات المستفيدة تم نشرها بمختلف الوسائط الرقمية الرسمية للجمعية، ووضعها رهن إشارة المدرسات والمدرسين وعموم الطلبة، على صعيد الوطن.
إلى ذلك، أوضحت الجمعية أن مختلف التنسيقيات الوطنية والجهوية للتربية البيئية قد عملت على تنظيم العشرات من اللقاءات والتكوينات الافتراضية الدولية والوطنية، بتعاون مع التنسيقيات الجهوية، ومع أكبر منظمة عالمية فرنكوفونية للتربية البيئية التي تترأسها الجمعية، وتتواجد سكرتاريتها بمقر هذه الأخيرة، منذ مؤتمرها العالمي الخامس. كما قامت بتنظيم فعاليات الأسبوع الأزرق، بتعاون مع الوزارات المعنية وشركاء الجمعية على المستوى الوطني والدولي، وكذا ندوة افتراضية وطنية وثلاث مناظرات جهوية من هذا القبيل، شارك فيها عدة فاعلين، من بينهم كتاب عامون ومدراء بالوزارات ومعاهد البحث العلمي للبحار والجامعات وفيدراليات الصيد البحري، إضافة إلى تنظيم مسابقتين وطنيتين، بتعاون مع عدد من شركاء مراكز التربية البيئية، ومسابقة وطنية لفائدة المتعلمات والمتعلمين، بتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين فاس-مكناس.
وفي ختام بلاغها الصحفي، ومن خلال عرضها لهذه الحصيلة الأولية الغنية والمتنوعة، قدمت الجمعية خالص الشكر والعرفان لكل أطرها وشركائها في تحقيق هذا الإنجاز، معربة عن عزمها على الاستمرار في جهودها الفاعلة، من أجل تطوير تدريس مادة علوم الحياة والأرض، والمساهمة في تعزيز كل المبادرات التي تروم الرقي بمنظومة التربية والتكوين الوطنية.
عبد الرزاق القاروني / مراكش