محمد نجيب كومينة
َاعلن الرئيس تبون ببلادة و تفاهة عن اصطفافه مع روسيا و دول البريكس اثناء زيارته لروسيا ولقائه بالرئيس بوتين، وذلك عبر توجيه طلب للرئيس الروسي لحماية الجزائر واستقلالها ووحدتها. والبين ان مالم تنقله وسائل الاعلام عن لقاء تبون بالرئيس بوتين هو ان الرئيس الجزائري حاول ان يثني روسيا عن موقفها الرافض لحضور جمهورية الوهم التابعة للمخابرات الجزائرية للقمة الروسية الافريقية التي انعقدت بالامس، لكنه فشل، ولذلك اختار الهروب الى المانيا لتلقي العلاج اثناء انعقاد هذه القمة بدلا من العودة الى الجزائر من رحلته الى الصين التي لن تنفعه هي ايضا في تحقيق وعده بالالتحاق بالبريكس، لسبب موضوعي يتمثل في كون الجزائر لا تتوفر على اي شرط من الشروط المطلوبة للالتحاق بهذه المجموعة البازغة.
لكن ما سيشكل صدمة لكابرانات فرنسا هو ان روسيا استبعدت من القمة التي جمعتها بدول القارة الافريقية المجموعة الانفصالية التي ترعاها الجزائر و لم تقدم اي تنازل في هذا الشان، مؤكدة بذلك احترامها للشريك المغربي و مراعية لموقفه، بحيث يمكن لنظام العسكر اليوم قراءة امتناع روسيا على قرارات مجلس الامن المتعلقة بتمديد ولاية بعثة مينورسو سنويا باعتبارها تعبيرا على الصراع مع حامل القلم متمثلا في الولايات المتحدة وليس كموقف من القرار الاممي نفسه الذي نوه مند 2007 بجدية ومصداقية مشروع الحكم الذاتي المقدم من طرف المغرب و دعا الى مفاوضات لايجاد حل سياسي للنزاع الاقليمي و انهى الحديث عن الاستفتاء المستحيل، الذي تتاجر به الجزائر و اتباع مخابراتها.
ليس هذا وحسب، بل ان الرئيس بوتين شاء ان يوجه رسالة لمن يعنيهم الامر من كابرانات فرنسا في الجزائر مفادها انه يكن احتراما خاصا للشريك المغربي، وذلك عبر اعطاء كلمة افتتاح القمة لرئيس الحكومة المغربية بصفته ممثلا لملك المغرب محمد السادس وان روسيا لا تزكي حماقات شنقريحة وتبون ولا تشاركههما عداؤهما المرضي للمغرب. و اذا كان موقف بوتين هذا ينطلق من معطيات وحسابات استراتيجية وجيوسياسية وحساب للاوزان و لجدية ومصداقية كل طرف، فانها تنطلق ايضا مما عرف عن بوتين، وماعبر عنه، من حساسية للتاريخ و كذلك تاثره باحد اكبر الفلاسفة الروس المعاصرين الذي سبق له ان عبر بصراحة، وبقراءة للتاريخ، عن رايه بان المغرب هو الذي يمتلك عمقا تاريخيا وحضاريا في الشمال الغربي لافريقيا.
بقيت لهم ماما فرنسا، التي لها مصالح اكبر مع المغرب، وبابا جنوب افريقيا المعروف بانه اب فاسد و لا يعول عليه على المدى البعيد، والاختان فنزويلا و زيمبابوي اللتان تعتبران عالميا نموذجين للفشل و اهدار الموارد الطبيعية و اشباههما.
ثم الربحة الكبيرة جمهورية الوهم التي تجر الجزائر الى القاع