إدريس المغلشي
وأنا أتجول في اليوم الأول من رمضان أزقة مراكش داخل أسوارها، لم المس ذاك الجو الاحتفالي كما عهدناه في السابق وكما كنا نعيشه في الماضي،كنا نلمس ونحن صغارا تلك الفرحة التي تجوب كل الأمكنة دون استثناء .نعلم بقدومه اسبوعين من قبل فالحوانيت تأخذ زينتها، وروائح الطيب منتشرة في كل مكان،جلبة لاتنقطع في الأسواق مع تبادل التحايا والتهنئة كلها طقوس تراجعت بشكل ملفت وتدفعنا بالضرورة إلى طرح سؤال لماذا مظاهر الفرح بدأت تتراجع بل نكاد نجزم أنها اختفت من معيشنا اليومي ولم نعد نلمس لها اثرا كالتي تسبق شهر الغفران؟ من الأهداف السامية التي يرسخها الشهر الفضيل والرسائل النبيلة التي يتغيى بثها فينا العطاء والبذل والرحمة بين صفوف المسلمين. كنا نصنع الفرح بإمكانيات متواضعة وبسيطة.لكنها تحقق أهدافا سامية .لانشك لحظة ان مظاهرها تبدو جلية مع مرور الايام وكأن رمضان يأتي لكي يعودبنا إلى فطرتنا الأولى ويزيل عنا كثير من الشوائب العالقة بنامن شهور مرت بكل صعوباتها ومعيقاتها فرصة لاينبغي ان نفوتها ولنجعلها بداية جديدة نصحح من خلالها بعض سلوكاتنا. لن اقتحم مجال أهل الاختصاص فلهم أولا واخيرا يرجع الرأي لكن من حقنا التساؤل هل قدوم شهر الصيام يذكر بعض مسؤولينا بدورهم الأخلاقي لكي يقوموا بواجبهم اتجاه المواطنين ويراجعوا بعض انماط تدبيرهم لبعض القطاعات الحيوية التي يكون عليها إقبال كبير أم أنها صيحة في واد ولا حياة لمن تنادي ؟
في المقابل تأتي بعض التصرفات من عموم المواطنين لتثير تساؤلات حول هل الجانب الاحتفالي وحده يجعلنا فعلا على المسار. الصحيح ألا نساهم بسلوكنا الاستهلاكي في جشع التجار والمتلاعبين؟ لعل ابرز مظاهر التسيب ان صح التعبير وهي كثيرة لدرجة أن الشناقا والتجار بدون ضمير يستغلون كل هذه الظروف من أجل أن يعمقوا الأزمة همهم الأول والأخير الربح السريع ولو على حساب حاجة الناس وفقرهم . كثير من الحالات تثير الفضول لتناولها لكن رغم كثرتها سنكتفي بنموذجين الأول الإزدحام أمام بعض المتاجر من خلال طوابير طويلة لايوحي بوجود جودة بثمن معقول بقدر بما يوضح ان كل ما نعيشه من مضاربات يعكس بالضرورة اننا كمستهلكين لا نتحلى بالوعي الكافي من اجل تنظيم وتدبير تصرفاتنا و الحال ان المسؤولية مشتركة بين الجميع فليس بالضرورة خلق ازدحام أمام محلات في نفس الوقت فتأجيل الاستفادة لن يترتب عنه نهاية العالم. بل قد نلاحظ ان هذه التصرفات قد تثير اشتباكات وخصومات يكون الجميع فيها ضحية لها .الأمر الثاني كيف يسارع الإعلام العمومي لإذاعة بعض المعطيات ليست حقيقية ومن الامثلة الصارخة اثمان بعض المواد التي لاتوجد سوى في استديوهات القطب العمومي المتجمد .أما الواقع فحقيقة اخرى في ظل غياب لجنة مراقبة الأسعار الصارمة ومقاطعة شعبية ترفض هذه التصرفات وقادرة على رفع التحدي وقد مررنامن تجارب ايجابية اوقفت هذا العبث.إلى حين يتحقق عمل المؤسسات المخول لها السهر على تطبيق القانون وتفعيل تلك الامور بالصرامة المطلوبة . نتواجد لحظة فشل آخر لحكومة حتى الفرح فشلت في صناعته. فهي لاتتقن سوى المتاجرة بأحلامنا وقرصنتها بمراكمة الارباح لا تختلف عن الشناقا الذين لم يراعوا لا الشهر الفضيل ولا حاجة الفقراء للفرح ففاقد الشيء لايعطيه .