ضصح النوم ! نحن في حملة انتخابية .بعدما كنت نكرة في نظرهم .جاءوا يتفقدون أحوالي و يحملون وعودا من جديد .هي نفسها التي قدموها في السابق فأخلفوها . ولم ينفذوها ربما نسوا او تناسوا لكنهم بكل وقاحة طرقوا باب بيتي من جديد دون خجل ليكرروا أسطوانتهم المشروخة .مسؤولون لايحملون من المسؤولية سوى الإسم واذا أمعنت النظر مليا فستجد نفسك مقلا حتى في إعطائهم هذه الصفة لأنهم لايستحقونها .لقد بدأوا يطلون علينا من جديد بدون استحياء انهم كائنات انتخابية لاتستفيق الا عند لحظة انتهازية بامتياز فتكثف من الاتصالات وتتفقد المواطن بعد هجر طال أمده لدرجة طوى النسيان ألقابهم .يتغير خطابهم الهنجعي بعدما ركبهم الغرور في لحظة فوز عابرة حتما ستنته ليصبح رطبا حريرا يغطيه الحنان من كل جانب .فئة تحاول ان تظهر لك أيها المغفل أنها مهتمة بشأنك كله من غدائك الذي افتقد طعمه منذ وقت ليس باليسير ولباسك الذي ظل لردح من الزمن لايعرف عناية ودواءك الذي تلاعبت به أيدي مرتشية فضاعت صحتك وتفشى مرضك ليرميك الإهمال جثة هامدة على الأرصفة وأمام أبواب المستشفيات التي صارت مقابر تلفظ الموتى في كل وقت وحين . بعدما ضاقت أجنحتها ولم تعد تحلق بعيدا وأسرتها التي أصبحت توابيت لم تعد تطيق المزيد . وتعليمك الذي تقاذفته أمواج الفساد و العبث تحت مسؤولية كائنات كرتونية لاتجيد سوى فبركة ألبوم صور لتدشين مشاريع وهمية ولدت ميتة ولم يكتب لها الظهور .
الى من تذكرني مؤخرا بعدما طال غيابك عني أقول :
لا أطلب منك سوى أن تكون صريحا مع نفسك .لماذا الاتصال الان وليس قبل هذا الوقت بالذات؟
اين كنت في الايام العصيبة الماضيةوأزقة حيي تسبح في الظلام والأزبال المتراكمة التي تفوح رائحتها من بعيد و لم تجد مسؤولا يوقف سطوتها و قهرها لساكنة لاحول لها ولاقوة . فمشهد ذاك المواطن الواعي الذي فكر جيدا ذات يوم من الأيام الخوالي في نقلهامن مطرحها العشوائي وبدأ في توزيعها على أدراج باب سكناك الشاهقة والجاثمة على صدور الأبرياء لقد أبدع في الرد و أراد من رسالته هاته أن يلقنك درسين هامين : الاول في باب المسؤولية .والثاني في باب النظافة .فكما أغلقت هاتفك بعد فوزك مباشرة ولم نعد نجد جوابا على انتظاراتنا سوى علبة صوتية جافة أجلت معها مطالبناوأحلامنا . لقد آن لي الآن دون تردد أن أغلق عليك هاتفي فلاتطلب مني شيئا لم تقم به ولم تلتزم اتجاهه . فالجزاء من جنس العمل ولست ساذجا لأنسى أكاذيبك التي لم تعد تنطل على أحد . وقد أطلقت ذات مرة على خشبة مسرح انتخابي ترهاتك وعنان مفرداتك التي لم يعد يضبطها معجم أخلاقي.حتى قال شاب لصديقه وهو يتابع هذه المهزلة في تهكم شديد :”خونا بلا شوار طالق السلوكية ”
مهما عددت من طرق المناورة فالزمن الذي قضيته في المسؤولية يفضح ألاعيبك . ويفسخ العقد بيني وبينك .
ماهو المطلوب مني بعد.كل هذا العبث وهذا التيه ؟
هل تعتقد أني كائن انتخابي وجد لكي يصوت فقط ؟
هل فكرت قبل ربط الاتصال بي على أي أساس وأية حصيلة أن هناك علاقة لازالت تربطني بك ونحن نفك الارتباط بعدما قتلت فينا حماسة السياسة وشغف العمل النبيل ؟
ذ ادريس المغلشي .