يوسف الطالبي
استفاد جناح الفساد داخل المكتب من الدعم الداخلي والخارجي، فقد عملت السلطة على تقديمه كممثل يتمتع بالقبول لديها فكانت لا تتوانى في الاستجابة إلى حل جل المشاكل التي يتدخل فيها حتى ولو كان السائق مخطئا، في مقابل تعنتها إذا ما كان المتدخل من الجناح المناضل، أما على المستوى الداخلي فقد لقي دعما من طرف المكتب الجهوي ومسؤول في الأمانة العامة وفي المكتب الوطني للقطاع، لذا لم تفلح جهود المكتب المحلي في وضع حد للخروقات التنظيمية والسلوكات غير النضالية التي تزداد استفحالا، وقد زارنا وفد مكون من شخص أو اثنين انضاف إليه عضو من المكتب الجهوي مشكلين لجنة للنظر في الوضع، لكنها لم تفعل أكثر من منح الفساد الشرعية وتبرئته من كل ما وجهناه له من تهم. وهي تهم بالسرقة الموصوفة لأموال مشتركي الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ومالية جمعية الأعمال الاجتماعية.
وحري بالتذكير أن الكاتب الجهوي الراحل الحاج بالقاضي (غفر الله له) كان لا يسمح لي ككاتب عام بدخول مكتبه، وهو أمر أعتذر لي عنه لاحقا بعد أن تركت منصبي، معترفا أن أخاه والحاج صالح عضوي الأمانة الجهوية كانا قد حذراه مني معتبرين أنه من شأني توريط الاتحاد مع الدولة وأني محسوب على تيار عبد الحميد أمين في النقابة.
على مستوى الانسجام الداخلي للمكتب المحلي فقد أدى هذا الوضع إلى تفكك وحدة المكتب، إذ انقسم إلى ثلاث مجموعات، الجناح المناضل والجناح المفسد وثالث يضع رجلا هنا ورجلا هناك، منتظرا لمن ستؤول الغلبة. ولما لاحت بوادر استقواء الجناح الفاسد بدأ بعض أعضاء المكتب يغازلونه، وكونوا معه مكاتب مشوهة بتسميات مختلفة في انتهاك صارخ للديمقراطية الداخلية. وصار بعضهم يؤول الصراع على أنه صراع شخصي ويرفضون الانخراط فيه، والحال أنهم يتملصون من اتخاذ موقف حازم وديمقراطي.