يوسف الطالبي
قادمون من حركة المعطلين، التي طبعت العقد الأخير من القرن الماضي ووقعت على ملاحم بطولية في الصمود والتضحية، وبعد أن ظنت السلطات المحلية أنها ستتخلص منهم بنفيهم إلى قطاع الطاكسي الذي ظل منذ إحداثه من قبل السلطات الاستعمارية قطاعا تحت تصرف السلطة وفي خدمتها، يتحكم فيه الحثالة والوشاة، التقت همم المناضلين مع شرفاء كانوا يعانون كل أشكال الاحتقار والتعامل الحاط من الكرامة، فالتحقوا جماعة بنقابة الاتحاد المغربي للشغل، أحد فصائل حركة التحرر الوطني المغربية وركن من أركان الجبهة من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمشتل الذي تفتحت منه أزهار اليسار المغربي سواء منه الإصلاحي أو الثوري، فكانوا صوتا لهذه الفئة من الشعب التي ظلت تشعر بالإقصاء والحرمان من التعبير والعيش الكريم.
لقاء أثمر هذا اللقاء معارك مهنية غيرت صورة سائق الطاكسي في المخيال الاجتماعي، فحاز على تعاطف وتقدير العدو قبل الصديق، وكما عرفت هذه الحركة التفاف السائقين حولها واحتضانها وتعليق الٱمال عليها لحلحلة واقعهم المأزوم، فقد تجندت الأجهزة المعلومة وغير المعلومة لكسر ظهرها، مستعملة لهذه الغاية عناصر من نقابتنا ونقابات صفراء أخرى، لا يحركها إلا همها ومصلحتها الشخصية، فكنا كلما طرقنا باب مسؤول أملا في رفع ظلم عن منخرط ما، رفض وتعنت، مقابل إبداء مرونة وتجاوب كبيرين إذا كان المتدخل من العناصر الفاسدة والصفراء، حتى شاع بين المهنيين أن “فلانا كيقضي” وأصبحت عناصر من المكتب النقابي تتسابق في إبلاغ تقارير اجتماعات المكتب النقابي لمسؤولي قسم الاقتصاد والتنسيق قبل أن تغرب شمس يومه.
وحدث أن انفجرت حركة 20 فبراير، وأصدرت الأمانة العامة بيانا تدعم فيه مطالب الحركة التي كثفها شعار: حرية – كرامة – عدالة اجتماعية، لكن العناصر الفاسدة وسطنا التحقت بصف المخزن ضد الحركة، وفي يوم أطر فيه الجناح المناضل من المكتب النقابي معركتين مهنيتين في نفس اليوم، الاولى أمام فندق شيراتون والثانية بساحة 16 نونبر على إثر تصفيد عناصر من الشرطة السياحية لسائق سيارة أجرة ، التحق الجناح الفاسد بجيوش البلطجية المسخرة لمحاربة الحركة .