لايعرف آلام ومعاناة وحجم الصبر والمقاومة للجوع ومضاعفاته الجسدية والنفسية إلا من جربوا ذلك دفاعا عن الكرامة ورفضا للظلم والعسف ..وسعيا إلى إقرار الحق والعدل والاحترام الواجب للجوهر الإنساني للإنسان ..
تمثل أمامي اللحظة كل تفاصيل إضرابات السبعينات والثمانينات لمعتقلي اليسار والتي كلفتهم الكثير في صحتهم إلى اليوم.. كان ذلك يمر في صمت إعلامي رهيب آنذاك , وكانت عائلاتنا في مقدمة المواجهة لفرض عدالة مطالبنا , وفي طليعة الأصوات التضامنية , وفي مواجهة مباشرة مع مسؤولي إدارة السجون ووزارة العدل من أجل انتزاع الاعتراف بحقنا في “سجن إنساني”.. وفي ذلك حكايات وأقاصيص .. وعذابات ..
وعندما تمت المصالحة كان الأمل معقودا على ألا يتكرر ماحدث من انتهاكات جسيمة لإنسانية المعتقل وحقه في محاكمة عادلة وضمانات تقيه من كل ما يمس بكينونته وكرامته ..
لكن ما يجري اليوم من سلوك قاسي مع معتقلي حراك الحسيمة يصيب فعلا بالإحباط: فالنظام يعيدنا بذلك لبعض مظاهر انتهاكات سنوات الجمر والرصاص من خلال عناده وتشدده واستخفافه بالحق المقدس في الحياة للمعتقلين المضربين ,وبتجاهله لمخاطر الإضراب عن الطعام ومضاعفاته المتوقعة لا على المضربين فحسب بل على صورة البلاد عموما ..
كل التضامن مع معتقلي حراك الحسيمة دفاعاعن الحق في الحرية والكرامة والعدل … ولتتعبأ كل القوى الحية والشريفة من أجل فرض إصدار قانون للعفو العام عن كافة معتقلي الحراكات الاجتماعية ومعتقلي الرأي.
.. ففي ذلك مصلحة كبرى للوطن لا يخطئ تقديرها سوى معاند …
جليل طليمات / الرباط