لم اتصور من قبل ان عداء حكام الجزائر ومن يسيرون في ركبهم للمغرب والمغاربة يمكن ان يصل الى حد الجنون الذي لا ينفع معه طبيب او دواء او فقيه او ساحر.
سحب الخبر المتعلق بمباراة المغرب وبلجيكا في كاس العالم من اخبار قناة جزائرية مرتبطة بالمخابرات والجنيرالات اثار الاستهزاء عالميا، لان الجزائريين يمكن ان يصلوا الى الاخبار التي تصادرها وسائل الاعلام الجزائرية ذات الخط التحريري القائم على الحقد والضغينة والغباء المركب في عالم مفتوح يستحيل على الرقابة البليدة ان تغير من معطياته.
من يعتقدون عن جهل، ومن ينساقون وراء الشعارات المحنطة، يجب ان يفهموا اليوم من خلال عدد من السلوكات المخبولة لنظام الجنيرالات الفاشل المتسلط على الاشقاء الجزائريين ان هذا عداء هذا النظام لايخص النظام المغربي، بل انه يشمل اليوم كل ماهو مغربي و انه يسعى بكل الوسائل المتوفرة لديه لنقل هذا العداء الى اوسع فئات الشعب الجزائري ليس بالرقابة على خبر او اخبار، بل بنهج دعائي يمتح من المرجعية النازية التي مكنت من نشر وعي متوحش وعنصري وقادت المانيا واروبا الى كارثة ومجزرة الحرب العالمية الثانية.
و الخطير في هذا النهج الدعائي انه يعتمد الاكاذيب و يحولها الى اخبار وحقائق و ينشر جراء ذلك حالة من الجنون الجماعي الذي نراه من خلال التعامل مع الاقصاء من مونديال قطر من طرف المنتخب الكاميروني اعلاميا، او ايضا من خلال تشجيع فرق امريكية لاتنية او اوروبية ضد الفرق العربية والافريقية او الترويج لفكرة ان المونديال بدون الجزائر ليس مونديالا او حتى الترويج في الايام الاخيرة لفكرة ان الفريق الجزائري يمكن ان يحل محل الفريق الكاميروني حتى بعد انطلاق المنافسات وقرب نهاية دوري المجموعات….الخ، و الكرة نموذج فقط.
اكيد ان هذا الجنون ناتج عن احساس عميق لدى حكام الجزائريين بالفشل على كافة المستويات، بعدما اهدروا بشكل جنوني موارد الجزائر وشعبها و افقدوها القدرة على التحرر من اسر ريع غير قابل للدوام الى مالا نهاية، وبعدما تبين لهم انهم يتاخرون فيما تتقدم مجموعة من البلدان الافريقية والعربية التي تنتج او لا تنتج المحروقات، وانهم ايضا لم يتمكنوا من بناء دولة قادرة على السير بدون سيطرة العسكر ومن توحيد الجزائريين حول مشروع وطني وقيم مشتركة وموحدة، ومن ضمان الاستقرار على اساس طوعي وتوافقي وبالشكل الذي لا يجعل العشرية السوداء تعود.
و من المؤكد ان الجزائر لم تخرج بعد من اثار العشرية السوداء، ومايزال المجرمون الذين ارتكبوا افظع الجرائم خلالها مسيطرين ونافدين وقادرين على خنق الاصوات الجزائرية الحرة وتكبيل الجزائريين، وهنا تكمن المشكلة الكبيرة، ذلك ان محاولات الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة لتجاوز مخلفات تلك العشرية انتهت بمرضه و بقي بعدها الفراغ والغباء والجنون، ومع مجيئ شنقريحة “كملات الباينة وولا اضريب بلحجر”
الله يستر