مؤكد اليوم ان الشعور الحاد بالفشل في بناء دولة وهوية و تنمية وفي بلوغ الاهداف الخبيثة في المحيط الاقليمي، واساسا هدف تقسيم المغرب من اجل كبح مسيرته وتنميته كي لا يتجاوزها، يقود المسيطرين على الجزائريين الى التعبير عن رغبة لا شعورية في ان يكونوا مغاربة. هؤلاء الهبال، الذين يعيشون انشطارا هوياتيا اخطر من انفصام الشخصية (السكيزوفرينيا) يجعلهم يضيعون بين فرنسا وتركيا و المغرب كدول كانت الجزائر جزئيا او كليا لها، وربما وجدوا ان الانتماء المغربي، و كذلك التونسي بالنسبة للبعض، حلا لحالة الضياع هذه، بعدما تاكد لهم ان فرنسا لا تريدهم والاتراك ايضا ليسوا مهتمين باسترجاعهم، وانهم ليسوا قادرين على امتلاك هوية خاصة مادام التاريخ الحقيقي الموثق لا يسعف و مادام ارث حرب التحرير قد تاكل و حل محله الفشل في تحقيق متانة وطنية وتنمية يحرران من الارتهان في كل شئ للخارج ومادام ان التموقع في الخريطة الجيوسياسية قد اختل و حل محله الخوف من السقوط والتفكك مند نهاية الاتحاد السوفياتي و انطلاق موجات العولمة التي كان من نتائجهما الفورية في تسعينات القرن الماضي عشرية سوداء تستمر في ارخاء ظلالها على جزائر تخاف اليوم ليس فقط من تجدد الحرب الاهلية، بل ومن حرب مناطقية وجدت شروطها فعليا مند الاستقلال عندما حمل القبائليون السلاح ضد انقلاب بنبلة-بومدين و انقسمت الجزائر، المؤسسة بمرسوم فرنسي سنة 1839 و التي الحقت بها الصحراء الشرقية المغربية وشمال ازواد وغرب تونس واراضي ليبية عنوة في اطار مشروع الجزائر الفرنسية، انقسمت الى ستة مناطق بقيادات جاهزة لمقاتلة بعضها البعض، وهي مناطق لم يستطع ادماجها الكابرانات الى الان.
ان اللاشعور المسكون بازمة الانتماء و بالفشل الدريع هو الذي يدفع كل هؤلاء الذين يتملكهم مرض اللصوص الى السعي الى التماهي مع كل ماهو مغربي و محاولة سرقته، عبثا، لان التاريخ لا يسرق كما سرقت اراضينا من طرف الاستعمار، والثقافة والموروث الحضاري لا يمكن استئصالهما من الارض والشعب اللذان انتجاهما، لانهما ليسا اورام من قبيل تلك التي يستاصلها من البغال التقني البيطري المسمى دومير الذي استعاض به كابرانات الجهل والفساد العقلي والمادي عن المؤرخين الحقيقيين المستقلين والمتمكنين من مناهج البحث العلمي في التاريخ الحقيقي وليس الخيالي او المفترى عليه.
و كما يلاحظ ذلك، وعلى اوسع نطاق، فان منطق اللصوص والمنفصمين والمهلوسين الذي يقود كابرانات الجزائر الى محاولة التشويش على صورة المغرب، لان السياحة في المغرب تضرهم و مستوى التنمية في مغرب يتجاوزهم بقرون فلاحيا و لا تمثل صناعتهم حتى ثلث صناعته …الخ، قد باءت بالفشل الدريع و حولت الجزائر، مع الاسف، الى اضحوكة العالم، بل ان محاولة التشويش تلك، بديبلوماسية حمقاء خرقاء تراهن على الرشوة والكذب، هي بصدد توريط الجزائر في اسوا سيناريو يمكن تصوره، وكونوا متاكدين، والزمن بيننا، ان الجزائر مع تبون وشنقريحة تسير بسرعة نحو وضع كارثي، والبين ان الامور قد تسير نحو تحكم البوليساريو، التي باتت ورطة وحجرة في حداء الجزائر وليس في حداء المغرب، في القرار والمال الجزائري بعدما كان حكام الجزائر يعتبرونها بيدقا يلعبون به ويتلاعبون به كما يشاؤون، و البوليساريو، رغم الخطاب الخاضع، تعرف غذر حكام الجزائر لانها، كماهي اليوم، بنت الدار ولم يعد هناك شيئ، حتى في الخطاب اذا قرا قراءة متانية و نفسية، يربطها باقاليمنا الصحراوية المندمجة عضويا وديناميكيا بالمغرب، الوطن الام الذي ينميها بامكانياته بلا بترول ولاغاز.
من يرغب في ان يكون مغربيا مرحبا به.