كان في قديم الزمان ، بارض عجائبستان ، رجل غريب يدعى الزبرقان ، يبيع الناس جماجم اشبه برؤوس الخرفان ، ويدَّعي انها تحوي على أمخاخ لبنى الإنسان . وكان يضع على كل جمجمة ورقة تشير إلى الهُويات وكذا الأثمان ، وكانت الرؤوس تتفاضل عند البائع وفق منطق الأغلى و الأدنى ، و الأندر و الأكثر ، والملاحظ في هذا العرض ان الجمجمة بمخ عربي هي الأغلى ثمنا ، يليها جمجمة بمخ غربي ، ، وأخيرا بمخ اسيوي ،
فسأله احد المهتمين بالبضاعة ، لماذا تجعل جمجمة بها مخ العربي هي الأغلى والأعلى سعرا ، هل هذا راجع إلى قيمة في ما يملكه هذا النوع من البشر ؟؟
قال له الزبرقان : لا ياسيدي، الجماجم الإنسانية ذات الأمخاخ المطلوبة في السوق كثيرة ، بل هي موجودة بوفرة . ولكن للحصول على جمجمة واحدة فيها مخ عربي ، نحتاج فيها إلى تكسير حوالي ألف جمجمة للعثور داخلها على بعض من مخيخ ]
انتهت الحكاية، وبدأ معها خوفي من تلك الجماجم التي زرعت بذرة ( كورونا ) ، بل جعلني أسكت عن الكلام الذي صار غير مباح .. وأترقب شوقًا مع غيري من الجماجم النادرة ، موعد محاكمة السحب الكسيحة للرياح ، وانتظر معها معجزة عودة الروح للصباح .
إن لم يطلع ذاك النهار .. ستستمر حكاية ( كورونا ) ، و سيواصل الزبرقان حصده لما تبقى من تلك الجماجم النادرة .
محمد خلوفي
السبت 22 مارس 2020