إدريس المغلشي
لم يكن يتوقع المتشائم فينا من السياسة وفاعليتها بلوغ الخطاب السياسي هذه الدرجة من التدني والإنحطاط حتى صرنا لانصدق مضمونه الرديء كيف لا ومن سقطوا علينا بالمظلة ذات يوم من شتنبر لم يتوقعوا هم ايضا هذا العدد وتلك السرعة التي جاء بها الفوز بعدما تمت هندستها على نار هادئة والعجيب الغريب في واقعنا السياسي أن كل التجارب التي مر منها المغرب على الاقل منذ حكومة التناوب كل حزب قاد المعارضة باقتدار ما إن يتسلم مقاليد التدبير حتى يدخل في متاهات بل ويتناقض مع تصريحاته السابقة ويتخلى عن التزاماته التي قطعها مع الناس في حملاته الانتخابية بل قد يباغثنا بقرارات كان إلى عهد قريب يطعن فيها وينتقذها ترى ماسر هذا الانقلاب المفاجئ ولماذا يتخلى عن وعوده ؟ كلها اسئلة تبين بجلاء أننا أمام ازمة نخب واشكالية مناخ سياسي لاينسجم مع طموحاتنا التي لازلنا مرتهنين لها في كل جولة نعيد الكرة بل ونصنع من جديد مرحلة أخرى موشومة بالفشل للأسف الشديد.أقصد بالتحليل هنا الاحزاب الوطنية الملتصقة بهموم الشعب ومسارها الذي يستمد قوته من عمق اجتماعي راسخ لانتكلم البتة على احزاب لانعلم لها تاريخ ازدياد ولا نستسيغ طريقة نشأتها بل نستغرب كيف لاتكسب ثقة الشعب رغم وجود عدة شروط لتحقيق اهدافها لكن لسوء حظها تضيع منها الفرص كما تفوت على الوطن لحظة استثمار ذكية لكسب نقط في نادي الديمقراطية بعدما طبعنا مع الاحزاب الإدارية والتي لانشك لحظة انها غير قادرة على تمثيل المواطنين كما هو مطلوب تخونها الكفاءة والقدرة والحرفية كذلك وكنموذج على مانقول حزب رئيس الحكومةالذي يشكل ظاهرةمتفردة في العبث وعدم تقديرالمسؤولية وغياب الوعي السياسي القادر على خلق تفاعل إيجابي مع المواطنين . لعل من ابرز ما عايناه في فترة يطبعها التوثر والاستفزاز وتثوير الجو السياسي دفع المواطن إلى الاحتجاج كلما لمس غياب اهتمام او سوء تقدير اتجاهه. ألم يدخل علينا زعيمهم الاكبر رئيس الحكومة إلى قبة البرلمان ضدا على القانون ليدافع عن خرق قانوني تمثل في تضارب المصالح وتحويل مشاريع الى حسابه عوض ضمان الشفافية وتخليق المرفق العام وضمان تكافؤ الفرض كمقتضيات دستورية كما ينص عليها الفصل 12 فكيف سنثق في الباقي اذا كان كبيرهم بهذا السلوك . ممازاد الطين بلة واقعة لاتقل فداحة عما سبق من خلال توزيع قفف جودبسيارات المصلحة والمال العام بافني بطريقة “مافيوزية” لاتقوم بها سوى العصابات وهي ادانة صريحة وورطة يبدو ان الوزير بدا محرجا منها حين وضع عليه سؤال في الموضوع خلال الندوة الصحفية مما يؤكد اننا امام بروفيلات انتهازية ولسنا امام كفاءات وطنية للاسف. نختم مقالنا بظاهرة السياسة في المغرب الوزير الذي جاءإلى المنصب على متن اغنية “مهبول انا ” وفي لقاء مفتوح يوجه خطابا غير مدروس ولامفكر فيه حين يصف المغاربة بأنهم يريدون موادغذائية (فابور) لانه(كيبروفيتي)الكلمة بقدرماتحمل من معاني الإهانة وسوء التقدير تفضح سلوك ووعي الوزير الذي لايتقن سوى توزيع التهم يمينا وشمالا وبلاحسيب ولارقيب ودون تقدير وقعها على الساحة،ليقدم اسوا نموذج سياسي عرفته الساحة الوطنية. في زمن يتسم ب”البروفيتاج” السياسي وبلا اخلاق سياسية وهذا هو الأهم .