آخر الأخبار

حلم يقظة في السياسة

عائشة لخماس 

رأيت فيما يراه النائم عفوا الصاحي والصاحية ان اﻷجهزة التقريرية ﻷحزاب اﻻستقﻻل واﻻتحاد اﻻشتراكي للقوات الشعبية والتقدم واﻻشتراكية وفدرالية اليسار الديمقراطي والحزب اﻻشتراكي الموحد قد عقدت اجتماعا مشتركا ناقشت فيه اﻷوضاع الراهنة بالمغرب وفي محيطه اﻻقليمي والدولي وخلصت الى أن :

×المغرب يعرف تطورات متسارعة وعميقة ونوعية ناجمة في جزء كبير منها عن صراع القوى العظمى وعن التحوﻻت غير المسبوقة التي يعرفها العالم
×أن هذه التحوﻻت ﻻيواكبها داخليا اﻻ فاعل واحد بينما يقف الباقون مشدوهين او مشيدين وفاقدين للقدرة على المبادرة وحتى على المسايرة
×رجوع السلطات لماسبق ان وعدت باﻻيتكرر حيث اصبح اﻻعتقال والقمع والمحاكمات هو اللغة الغالبة مع الصحفيين ومع اﻻحتجاجات التضامنية معهم او التضامنية مع القضايا الوطنية والقومية او الحراكات اﻻحتجاجية للمواطنين والمواطنات للمطالبة بحقوقهم اﻻجتماعية
×ان المواطنين والمواطنات منشغلين ومنشغﻻت بالصراع من أجل البقاء في ظل اﻻنعكاسات الرهيبة للجائحة على صحتهم البدنية والنفسية وعلى حقهم في الشغل وحق ابنائهم في التعليم

وقامت اﻷحزاب على ضوء هذا اﻻستعراض للسمات العامة للوضع الراهن بتقديم نقد ذاتي صريح وعلني لممارستها السياسية سواء عند تحملها للمسؤولية الحكومية لدى البعص او وهي في المعارضة ، حتى أصبحت منفصلة عن هموم المواطنين والمواطنات الذين لم يعودوا مقتنعين بجدوى العمل الحزبي وبجدوى اﻻنتخابات وهذا ادى الى فقدان هذه اﻷحزاب لمصداقيتها لدى الشعب الذي لم يعد يميز بينها وبين اﻷحزاب التي كانوا يطلقون عليها اﻷحزاب اﻻدارية .

وعليه فقد اتفقت اﻷحزاب المجتمعة على ضرورة القيام بمبادرة غير متسرعة و في الحدود الدنيا تعيد للسياسة بريقها ومصداقيتها حتى يتضح من جديد المشهد الحزبي وبالتالي فبحكم الشرعية التاريخية التي تجمع هذه اﻷحزاب ولخبراتها السابقة في اطار الكتلة الوطنية والكتلة الديمقراطية والمرشح المشترك لبعضها ولنبعها الواحد رغم الصيرورات المختلفة لكل منها اﻻ انه ﻻزالت هناك نقط لقاء ذنيا مشتركة يمكنها ان تشكل بداية عودة الروح النضالية ومزاوجة الشرعية التاريخية بالشرعية المتجاوبة مع التطورات الراهنة ومع تطلعات أجيال جديدة من المغاربة والمغربيات يعيشون ويعشن عصرهم وعصرهن

ولهذا تم اﻻتفاق على مايلي :
×عدم الترشح في مواجهة بعضهم البعض في اﻻنتخابات النيابية المقبلة والدائرة اﻻنتخابية التي يترشح فيها أحدهم يدعمه الباقون
×أن يعتمدوا في الترشيحات كوطة لكل حزب تأخذ بعين اﻻعتبار نتائج اﻻنتخابات الخمس اﻷخيرة مع اعتماد حد أدنى من الترشيحات ﻻيمكن النزول عنه لكل حزب انصافا للاحزاب التي لم يسبق لها الفوز باي مقعد او بمقاعد قليلة .
× ان يرشحوا مناضلين ومناضﻻت يتوفرون ويتوفرن على مستوى علمي عال وهم كثر داخل هذه اﻷحزاب وأن يكونوا متوفرين ومتوفرات على المصداقية والقدرة على التواصل واﻻلتزام بالبرنامج المشترك
× ان يلتزموا بتشكيل الحكومة او البقاء في المعارضة حسب نتائج اﻻنتخابات

وتم اﻻتفاق على البرنامج التالي :
× تقوية وحدة الشعب المغربي حول قضاياه المصيرية وخاصة حول قضيته الاولى قضية الصحراء المغربية بتنشيط كل الدبلوماسيات بما فيها البرلمانية والشعبية ﻷن وحدة الشعب المغربي حول وحدته الوطنية هي التي مكنته من الصمود ﻷكثر من أربعين سنة رغم كل الظروف التي لم تكن دائما مواتية
× دستور 2011 هو المرجعية المحددة ﻻختصاصات السلط التي يجب ان تمارس في حدودها القصوى
× تصفية الجو السياسي باطﻻق سراح كافة معتقلي الرأي ومعتقلي الحراكات اﻻجتماعية
× التقدم في محو الفوارق بين الجنسين والفوارق اﻻجتماعية والمجالية
× وقف التطبيع مع الكيان الصهوني ، وتنشيط الدبلوماسية على المستوى العربي بنفس الروح الموحدة التي عرفتها الدبلوماسية المغربية على المستوى اﻻفريقي
× تنويع عﻻقات المغرب الخارجية وان يكون المحدد هو مصالح المغرب الوطنية
× دعم المقاولة المواطنة التي تنتج الثروة وتخلق فرص الشغل وتحترم القانون اتجاه الدولة والشغيلة وغير متورطة في الريع والفساد
×وقف تدهور القطاعات اﻻجتماعبة من تعليم وصحة بتحمل الدولة لمسؤوليتها في تعليم عمومي جيد يواكب التطورات العالمية والعناية بأسرة التعليم والغاء مايسمى بالتعاقد وتخصيص ميزانيات مهمة للبحث العلمي الذي ظهرت أهميته اثناء هذه الجائحة
وكذا التوقف عن المغامرة بصحة المواطنين والمواطنات بالنهوض بالصحة العمومية وتمكين كل المواطنات والمواطنات من الولوج المتساوي لمرفق الصحة
× تنظبم القطاعات غير المهيكلة سواء في اﻻنتاج او التجارة …
× اعادة تمدن المدن وازالة كل مظاهر البدونة التي تعيشها كبريات المدن المغربية وعلى رأسها مدينة الدار البيضاء
× التفعيل الجيد ﻻستقﻻل القضاء ليس فقط عن السلط ولكن عن كل المغريات والمؤثرات وتحسين الولوج للعدالة وانتصاف المواطنين .

لكن كل هذه اﻵمال لم تكن اﻻ حلم يقضة استفقت منه على وقع الصراعات بين اﻷحزاب بمختلف مكوناتها وداخل كل حزب على حدة وانشغال كل اﻷحزاب بدون اسثتناء بشكل محموم بالبحث والتنقيب عن مرشحين ﻻمواصفات لهم اﻻ قدرتهم على الفوز بالمقعد .
ومع ذلك سيبق هذا الحلم يراودنا .