سمعوا قصة حمان كان حايل هو وبّاه في زمان الجهليا
تربى في الڭرنة بالحفا ومحزم بطوال
وخدم حتى جمع لفلوس واشرى حنديرة كيفردها حمدوشيا
دار فرجليه بلغة مطلعة وقميص وسروال…
وخدم حتى جمع لفلوس واشرى حنديرة كيفردها حمدوشيا
دار فرجليه بلغة مطلعة وقميص وسروال…
بهذه الأبيات استهل الشاعر “محمد العيساوي الفلّوس” قصيدة “حمّان الخربيطي”، والذي تحكي عنه الثقافة الشعبية المغربية كيف أنه كان مثالا للشاب الذي نشأ منذ نعومة أظافره على العمل في مهنة الجزارة دون أن يعرف سواها، ودون أن يلج مدرسة أو يتعلم حروفا من العلم، وأن أكبر همّه كان مراكمة الأموال الطائلة اعتقادا منه أنها ـ لوحدها ـ أهم شيء في هذه الحياة…تحكي لنا القصيدة أيضا أن حمّان بعد أن كبر واشتد عوده، طلب من أمه “المقدمة طامو” أن تزوجه امرأة عصرية، وهنا حدثت مفارقات طريفة عطفا على التفاوت في المستوى الثقافي بين حمان وزوجة المستقبل مما أدى بحمان إلى دخول السجن لمدة شهرين وذلك بعد معاقرته للخمر وتسببه في إحداث فوضى أدت إلى إجباره على تطليق زوجته الذي بذل الغالي والنفيس من أجل الاقتران بها…
قصيدة “حمان الخربيطي” تجول بنا حول العديد من حومات مراكش مثل “سيدي ميمون” الحومة الأصلية للمقدمة طامو، و”باب فتوح” مقر عمل عم العروس وولي أمرها، والجدير بالذكر أن قصيدة “حمان الخربيطي” قد تم تحويلها إلى عدة أعمال مسرحية لاقى أغلبها نجاحا كبيرا، ومن ضمنها مسرحية “حمان المهزلة” التي نشطها مسرح الأطلس المنبثق عن فرقة الوفاء الأسطورية، من بطولة أساطين أب الفنون في مراكش مثل الفنان المقتدر عبد الجبار لوزير شفاه الله وعافاه وأطال في عمره، أحمد الشحيمة، فضيلة بنموسى، أحمد بنمشيش والمهدي الأزدي رحمهما الله، أما دور حمان ذاته، فقد أداه الممثل المراكشي الصاعد ـ وقتها ـ عبد الله فركوس.
مراد النصيري