مع حلول كل عيد من الأعياد التي تحتفل بها الأمة المغربية وخصوصا عيد الأضحى المبارك ، إلا ويتبادر إلى ذهني البيت الشعري الخالد من القصيدة الشعرية التي نظمها عبقري زمانه الشاعر ابو الطيب المتنبي يهجو فيها حاكم مصر في ذلك الزمان كافور الإخشدي حيث قال في مستهلها : عيد بأية حال عدت يا عيد/ أبما مضى أم لأمر فيك تجديد ؟
وبدون أدنى شك فقد تجددت وتغيرت أشياء وأمور وقيم وعادات كثيرة منذ ذلك الزمان إلى عصرنا المعاش هذا خصوصا في احتفالنا بعيد الأضحى الذي هو في الأصل شعيرة دينية لها طقوس مستنبطة من القرآن والسنة النبوية الشريفة يجب على كل مسلم العمل بها بدون زيادة ولا نقصان والحفاظ عليها وبالتالي توريثها .
ولست أدري ماهي الأسباب والسياقات التي تحول من خلالها عيد الأضحى المبارك في زماننا هذا من شعيرة تعبدية إلى عادة خالية من المقاصد ؟
ولعل التغيرات البنيوية التي عرفها المجتمع المغربي والتي همت ميادين عدة خصوصا بنية ونمط تفكير المغاربة ودخلهم الفردي ومستوياتهم التعليمية والأكاديمية دون الحديث عن تدني مستوى الوعي بقيمة إحياء شعيرة دينية لدى شريحة كبيرة من الناس أكبر الأثر في تراجع الطقوس والقيم المؤطرة لهذه المناسبة الدينية لصالح قيم جديدة كالتباهي والتفاخر بالأضاحي وأثمانها ، ولجوء بعض الأسر إلى الإقتراض لشراء أضحية العيد ، وبيع آخرين لبعض ممتلكاتهم من أجل الغرض نفسه ، وشيوع مسئلة الذبح الجماعي في المجازر البلدية عوض نحر الأضاحي بالمنازل ….
ولطالما حاولت تفكيك هذا الفعل الفردي والجماعي المرتبط بتدبير طقس ديني قربائي لأقف على حقيقة تحول هذا العيد بشكل لا يدع مجالا للشك من شعيرة دينية إلى عادة اجتماعية مع كامل الأسف .
آن الأوان أن يتحمل كل منا مسؤوليته كل حسب تخصصه من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة التربية الوطنية وأسر من أجل إحياء الطقوس والقيم الحقيقية لهذه السنة التي يتاب على فعلها ولا يعاقب على تركها لضيق ذات اليد .