لايمكن الحديث عن حومة الرحبة القديمة، والواقعة وسط المدينة العتيقة لمراكش، دون ذكر الأسواق المتعددة التي تحتضنها هذه الحومة، حيث تتميز بالتنوع والاختلاف وكذا بالتفرد عن باقي الأسواق سواء الوطنية أو الدولية، أهمها سوق اللالبسة الصوفية والزرابي، ويعرف رواجا مهما بعد صلاة العصر الى حدود الساعة السابعة مساءا ويعتبر ملتقى جميع تجار المغرب ويتم في هذا المكان مزاد بينهم كما يضم السوق انواع مختلفة من الزرابي أهمها زرابي محلية ك زرابي شيشاو ة وزرابي جلبت من جهات اخرى، وسوق الغزل، وهو سوق متخصص في بيع الصوف كانت في القديم سوقا للنخاسة ( بيع العبيد)، وسوق الروابزية وهو سوق لصنع وبيع الرابوز وأواني خشبية أخرى، سوق لبيع الدجاج والحمام والأرنب ، سوق البياضين لبيع البيض، سوق لبيع كل أنواع الأسماك، حيث كانت الرحبة القديمة معروفة على صعيد مراكش بكونها المزود الرئيسي للمدينة بمختلف أنواع الأسماك.
وأصبح سوق الرحبة القديمة، المنفذ الرئيسي للساحة التاريخية لجامع الفناء، فضاء يضيق بعشرات دكاكين العطارين والعشابين، منهم من يكتفي بتحضير وبيع التوابل والأعشاب فقط، ومنهم من يتجاوز ذلك إلى المتاجرة في مواد أخرى تلقى رواجا أكبر تستغل في السحر والشعوذة.
وتتشكل حومة الرحبة القديمة من مجموعة من الدروب، تحمل أسماء تلقائية تعبر عن غنى الثقافة الشعبية والواقع المعيش، ولها ارتباط بالبيئة الاجتماعية، من قبيل درب أعرجان نسبة إلى الولي سيدي احساين أعرجان، ودرب النخل، ودرب المسيوي نسبة إلى سيدي علي المسيوي وزير السلطان مولاي عبد العزيز، ودرب الطبيب نسبة إلى طبيب انجليزي يدعى مسترناي كان يقطن بهذا الدرب، وكان من المبشرين المسيحيين، يقوم بعلاج مرضاه وخصوصا الاطفال ويجبرهم على الإنصات لما يقوله قبل ان يداويهم.وبسبب عمله التبشيري تم قتله في الرحبة القديمة، درب الفران ، درب تاه تاه ، وكان تاه تاه هذا رجلا يحب الولائم والأكل والنكت والضحك، ودرب العنبوب.