آخر الأخبار

خرائط نادرة بأيدي سكان المكسيك الأصليين

تعرض في متحف «بلانتون» للفنون في ولاية تكساس الأمريكية، 19 خريطة من أواخر القرن السادس عشر، لما يدعى المكسيك اليوم، رسمها سكان البلاد الأصليين لمساعدة الغزاة الإسبان على معرفة الأراضي التي احتلوها.

الخرائط مرسومة على ورق رقيق، لهذا لا يُسمح بعرضها أكثر من 9 أشهر كل 10 سنوات، وفقاً لموقع «أوبن كلتشر»، أما ما يميزها، فهو ما تضفيه من إحساس بالفضاء على خلاف الخرائط الأوروبية، فهي لم ترسم وفقاً لمقاييس معينة، وإنما وفقاً للمنفعة التي تحققها.

فخريطة «كولهواكان» التي تقع في مكسيكو سيتي، على سبيل المثال، تضم أنهاراً جارية مع سهام صغيرة في الوسط للإشارة إلى اتجاه تدفق النهر. الممرات تسير مثل الثعابين، مع آثار أقدام تشير إلى إمكانية السير أو الركوب. رسم الخريطة بيدرو دي سان أوغسطن بالألوان المائية عام 1580 على ورق لحاء الشجر، المادة التقليدية المستخدمة قبل وصول الإسبان، وكان الرسام قاضياً وشخصية نافذة.

وتعد هذه الخريطة ضمن مجموعة خرائط لجامعة «تكساس باوستن»، والتي تضم أقدم الوثائق والفنون المكسيكية العائدة لأمريكا اللاتينية في العالم، بمجموع 300 ألف قطعة تقريباً يجري تجميعها منذ عام 1921، وفقاً لمديرة المتحف روزرايو غرانادوس.

أما نجمة المعرض فخريطة كبيرة ملونة لمدينة «تيوزاكوالكو» المكسيكية، وهي عالم من الأنهار والمسارات والكنائس والغابات. على الجانب الأيسر للخريطة، لائحة تمثل 10 أجيال من الحكام المحليين مع بصمات للإشارة إلى التحالفات عبر الزواج بالبلدات المجاورة، وقد يكون صانعوها تنبأوا بأن الوثيقة بين أيديهم ستُحيي ذكرى شعب البلاد. الخريطة مصنوعة من 23 ورقة من الورق الأوروبي تم لصقها معاً، رسمها فنان غير معروف عام 1580.

في تلك الفترة، كانت تقاليد السكان المحليين لا تزال حية، لم تستأصل إسبانيا عاداتهم بعد. وتظهر العديد من الخرائط دمجاً بين تقاليد الرسم الغربية والمحلية، وهناك خرائط تصور الشمس من كل الاتجاهات، وهي توجه المسافر من الشرق إلى الغرب. تعلق غرانادوس بالقول: «تلك الخرائط تمثل بصمة قوية للثقافات، بعد 80 عاماً من نزول المغامر الإسباني، إرنان كورتيس، على شاطئ البلاد لأول مرة في عام 1519م، وتعايشت الثقافتان الإسبانية والمحلية في النهاية».