إدريس بوطور
موضوع تدوينتي لهذا المساء درس بسيط في النحو ، وهو معروف لدى العديد من قراء اللغة العربية ، وفي نفس الوقت تواجه مجموعة اخرى من قراء لغة الضاد صعوبة في استيعاب هذا الدرس وفهمه ، وهذا ما يجعلهم يقعون في بعض أخطاء النطق والقراءة التي تحدث نشازا ملحوظا وخاصة بالنسبة لمقدمي الأخبار التلفزية والاذاعية . يتعلق الأمر بجمع المؤنث السالم الذي تقول في شأنه القاعدة النحوية (يرفع جمع المؤنث السالم بالضمة الظاهرة في آخره ، وينصب بالكسرة النائبة عن الفتحة ،ويجر بالكسرة الظاهرة في آخره ) . القاعدة واضحة وجلية ، لكن الخطأ الذي يقع فيه العديد من القراء هو عندما يتبع النعت جمع المؤنث السالم ، مثال ( قضينا لحظات ممتعة ) ، أو يتبعه معطوف ، مثال( وسع كرسيه السماوات والأرض) . من خلال القاعدة الآنفة الذكر يتبين أن جمع المؤنث السالم ينصب بالكسرة النائبة عن الفتحة ، بمعنى أنه مجرور ظاهرا ومنصوب باطنا ، الأمر الذي يجر القارئ الى الخطأ عندما يكسر النعت الذي يليه ، او العطف المعطوف عليه ، في حين أن النعت الموالي ينبغي أن يكون منصوبا ، وكذا العطف المعطوف عليه . من المعلوم أن النعت والعطف من التوابع ، فهي تتبع المنعوت والمعطوف في حركاته ، فالمثال الذي ذكرت (قضينا لحظات ممتعة ) يأتي اعرابه دون تفصيل كما يلي : قضينا ” فعل وفاعل ، “لحظات” مفعول به منصوب ولكن بكسرة ظاهرة نائبة عن فتحة مستترة ، ” ممتعة ” نعت تابع للمنعوت “لحظات” . فإذا طبقنا قاعدة اتباع النعت لمنعوته فسنكسر آخر كلمة ” ممتعة” ، في حين أن الصحيح هو نصبها لأنها تتبع حركة جمع المؤنث السالم الباطنية المستترة وهي النصب. ونفس الشيء مع العطف في المثال الثاني الذي ذكرت آنفا (وسع كرسيه السماوات والارض ) فالسماوات مفعول به منصوب بالكسرة النائبة عن الفتحة المستترة ، و “الارض” معطوفة على السماوات ومنصوبة بالفتحة الظاهرة ** كنت أتمنى أن أكون أمام سبورة وبين سبابتي وابهامي قطعة طباشير ليكون هذا الشرح أوفى وأشمل ومتنوع الأمثلة ، ومع ذلك فإن ما كتبت في هذه التدوينة كاف لبلوغ المرام المنشود /