إدريس الأندلسي
أللهم اجعلهم يفقهون قولي لأن العنوان نسبي بكل مقاييس اللغه وفقه السياسيين. اللجوء إلى الدعاء ضرورة نفسية و روحية، لذلك سادعو لمن يستحق و ضد من أراه، حسب مقاييسي، قد خان عهد المواطنة.
في البدء أتوجه لخالقي أن يغسل عقول بني وطني من كل حواجز نصبت في عقولهم لكي لا يفرقوا بين الأمين و الغادر و بين الصادق و الكذاب الاشر و بين متشدق بالمبادىء ومتشبت بها و بين مؤمن صادق و متدين مارق و بين سياسي يعمل من أجل المنفعة العامة وآخر يعبد المصلحة الخاصة. اللهم أبعد عن مؤسساتنا المنتخبة كل جاهل و كل سارق و كل من ظهرت عليه آثار الثراء غير المشروع. أللهم أبعد عن مؤسساتنا تجار المخدرات و تجار الدين و تجار الوعود الكاذبة و تجار بيع التزكيات الانتخابية و تجار تزوير المؤتمرات الحزبية و النقابية و الجمعوية و تجار بيع الشواهد العلمية بالجنس مقابل النجاح و تجار تنويم الشعب بالخطب الوهمية و تجار تغييب العقول عند البحث عن الحلول. أللهم أبعد عنا تجار الأزمات الصحية و الاقتصادية و الإجتماعية و شتتهم شملهم في الثلث الخالي. أللهم اجعلهم لقمة ساءغة في أفواه أمثالهم ممن يفرحون لارباح جنوها من آلام مرضى و معوقين و أسر ذات دخل محدود. اللهم أجعل رقابة الضريبة فوق رقابهم و سيف العدالة عند محاسبتهم.
اللهم أفتح قلوب المواطنين على نبل العمل السياسي و ارفع درجة وعيهم بالعلم و الفلسفة و روح النقد البناء. اللهم اجعل المتعلمين المثقفين الملتزمين الاكفاء من الفلاحين أصحاب قطاعات الصناعة و الخدمات و المهندسين و الأطباء و الأساتذة و رجال القانون نساءا و رجالا و الأوفياء للوطن و المواطنين المتحكمين في كل القرارات في مؤسساتنا. أللهم اجعلهم لسان المواطنين في البرلمان و مجالس الجهات و العمالات و الأقاليم و الجماعات و المؤسسات العمومية.
اللهم لا تجعل رحمة تنفذ إلى قلب كل قاض وقف أمامه مختلس للمال العام أو مقترف لجناية الغش الضريبي أو متعاون ضد مصالح المغرب أو من اغتنى بفعل تدبير عام أو استفاد بدون وجه حق من ريع أو تجارة مخدرات. اللهم قوي مؤسساتنا حتى تثبث قلب المواطن و تذهب عنه اليأس و تغرس فيه الافتخار بوطنه. اللهم اجعل الإقبال على العمل السياسي كبيرا و فضيحة كل محتال سياسي أكبر و جزاؤه عبرة لامثاله. اللهم حقق آمال شعب بلادي في الازدهار و تولى بقدرتك أمر تحصين مؤسساتنا بقدرة مواطنينا بقيادة من قلدته بعنايتك أمر بلادنا. إنه يسعى لخيرها و آخرون لا يهمهم في القرب من السلطة إلا رغبة في مال و جاه و هو يعرفون أن المال و الجاه و القوة و الجبروت إلى زوال.
و قديما قال بن النحوي ناظم قصيدة المنفرجة و داع الناس إلى تنمية ارادتهم لتغيير حياتهم ” و خيار الخلق هداتهم… و سواهم من همج الهمج ” . استغفر الله لي و لكم.