محمد نجيب كومينة
َدعاية النظام الجزائري تهدف الى استغباء الشعب الجزائري اولا وقبل كل شئ، لانه نظامك لصوص فاسدين ولان كل مكون من مكوناته يخشى من ان يزيحه مكون اخر ويودع عناصره في السجن، وهذا ما لا يخفى على الجزائريين الواعين لاهداف هذه الدعاية التي تستعمل كل ماهو خارجي، بما في ذلك العداء للمغرب الذي صار شاملا و لا يستثني حتى الفريق الوطني لكرة القدم و الثقافة المغربية، لبلوغ اهداف داخلية في وقت او صل فيه هذا النظام الجزائر الى درجة غير مسبوقة من الهشاشة و الشك في القدرة على التساكن بين مناطق الجزائر غير المندمجة اصلا. و حين سارع تبون الى زيارة روسيا، مستغلا انعقاد منتدى اقتصادي بعدما اخر الروس الغارقين في الحرب زيارته الرسمية من قبل، فانه قام بذلك مدفوعا من طرف الكابرانات الموالين لروسيا بحثا عما يوفر امكانية الاستمرار في دعاية الاستغباء وايضا، وهذا هام، لحماية نفسه من الوصول الى السجن و سد الباب امام منافسه المحتمل رمطان العمامرة، الذي قد يغلب كفته ضده مكون من مكونات النظام في الرئاسيات المقبلة، خصوصا وان رهانه على ماكرون بات رهانا خاسرا، وحين تصرف تبون بذلك الشكل المدل امام بوتين، وسواء كان على علم او جاهل بنقل مجريات لقائه معه على الهواء، فانه عرى كل شئ، اذ عرى خوفه الشخصي ورجاءه لبوتين بحماية شخصه من طرف الكابرانات الموالين لروسيا، و على راسهم شنقريحة، و خوفه من التطورات الجارية في الجزائر المفتوحة على الاسوا، والاسوا هو التفكك والحرب الاهلية لاسباب غير الاسباب التي برر بها الكابرانات حربهم ضد الشعب الجزائري لانهاء القوس الذي انفتح مع الرئيس الاسبق الشادلي بنجديد، وخوفه من انكشاف لعبة المخابرات الجزائرية في بلدان الساحل بشكل كامل، حيث تصدر التخلف وعدم الاستقرار وتشكل تهديدا مصيريا بالنسبة لتلك البلدان باختلاق الارهاب،
هذا ما لن يفوت اي نبيه ان يكتشفه، و ما تم كشفه من طرف معارضين جزائريين، بعدما كشفوا ايضا غايات ضجة الالتحاق بالعضوية غير الدائمة في مجلس الامن في 2024، رغم ان هذا الالتحاق يسير وفق دورية على مستوى القارة و لن يكون له اثر على قرارات المجلس التي تتخدها الدول ذات العضوية الدائمة المتوفرة على حق الفيتو، ومن المستبعد جدا ان تولي اي منها اهتماما لما تعتزم الجزائر القيام به ضد المغرب ووحدته الترابية التي وضعها وزير خارجية اغبى ممن سبقوه على راس اولوياته، هذا مع العلم ان المغرب له من الامكانيات والقدرات لتحويل هذا الالتحاق الى ورطة حقيقية.
وددت الاشارة الى ماسبق، لانني لا حظت ان الدعاية الجزائرية الغبية تنطلي احيانا على بعض المغاربة، وهم قلة قليلة، و تجرهم الى اعتقاد لا اساس له في الواقع، بان الجزائر تسجل نقط ضد المغرب، و في اعتقادي ان هؤلاء يستهلكون بعض مايرد في وصلات دعائية هابطة في يوتوب او غيرها من ارضيات التواصل الاجتماعي او بعض القنوات التلفزية ذات الطابع الدعائي، من قبيل قناة الميادين الممولة من طرف ايران والجزائر و التي لا تستحق المشاهدة في رايي، لانها تنتمي الى زمن ماض و تعكس امراضا مزمنة تستمر في نخر جسم جزء من الشرق العربي فقد البوصلة بعد انهيار كثير من الاوهام وانكشاف كثير من الحقائق.