عبد الرزاق القاروني
نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش- آسفي، يوم الإثنين 6 يونيو 2022 بمقرها، لقاء جهويا حول مشروع “دعم اليافعين والشباب في انتقالهم إلى الحياة العملية”، ضم الفريق الجهوي للمشروع، على صعيد الأكاديمية، والفرق المحلية للجماعات المستهدفة بالمشروع، من خلال جماعتي أغبار وستي فاضمة بإقليم الحوز، وجماعتي أداسيل وبوابوض بإقليم شيشاوة.
ويعتبر هذا المشروع مكونا نموذجيا بمنظومة التربية والتكوين، على صعيد الوطن، يروم دعم المجهود الوطني لإصلاح المنظومة التربوية، عبر الحد من معضلة الهدر المدرسي، ورفع التحديات والإكراهات التي تواجه اليافعين والشباب المغاربة، وتحد من وتيرة إدماجهم بالمجتمع، ويندرج المشروع، في إطار تفعيل خطة العمل المشتركة بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ومنظمة اليونسيف، ويتم تنفيذه خلال الفترة الممتدة ما بين 2022 و2024، على صعيد أكاديميتي مراكش- آسفي وطنجة- تطوان، ويتم تمويله من طرف حكومة إمارة موناكو.
وبهذه المناسبة، ألقت مالكة الجبلي، نقطة ارتكاز برنامج اليونسيف بالأكاديمية، كلمة تأطيرية أكدت من خلالها أن هذا اللقاء هو الالتئام الثاني، في إطار المشروع، متمنية أن يكون الانطلاقة الفعلية لهذا المكون الحيوي بمنظومة التربية والتكوين، على صعيد الجهة، ومشيرة أن هذا الأفق الواعد قد تم الاشتغال ضمنه، منذ سنوات، ويأخذ اليوم منحى آخر مع شريك جديد. كما أوضحت أنه لم يتم تسطير برنامج محدد للقاء اليوم، بهدف جعله مفتوحا، يتم عبره تقاسم مجموعة من المعطيات، وإثارة ومناقشة مجموعة من الإشكالات التي تروم التنزيل الأمثل للمشروع.
ومن جهته، قدم سعد المدراوي، رئيس مصلحة التخطيط والخريطة المدرسية بمديرية شيشاوة، عرضا تحت عنوان “من أجل منظومة تربوية داعمة لمقاربة النوع للحد من الهدر المدرسي، الواقع والرهانات”، تحدث من خلاله عن عدة مواضيع، تهم مؤشرات مقاربة النوع بالإقليم، الشبكة التحتية للأسلاك التعليمية الثلاث، الفتيات المستفيدات من الدعم الاجتماعي، برنامج العمل الإقليمي في المساواة والنوع الاجتماعي، المحاور الكبرى للتدخل، في إطار الشراكة مع النيابة العامة، بعض الرهانات، في هذا المجال، المرتبطة بالحكامة والعرض المدرسي، إضافة إلى جودة هذا العرض.
وبدوره، قدم المصطفى الشتوكي، رئيس مصلحة الشؤون القانونية والتواصل والشراكة بمديرية الحوز، مداخلة في موضوع “الشراكة والتعاون بين الوزارة ورئاسة النيابة العامة في مجال إلزامية، التعليم الأساسي، من أجل الحد من الهدر المدرسي للوقاية من زواج القاصر، تنفيذا لإعلان مراكش 2020″، تطرق فيها لجملة من القضايا، من أبرزها: الأهداف العامة للاتفاقية، والسبل الكفيلة بتفعيل هذه الوثيقة، الأحواض المدرسية المعنية، على مستوى الجماعة والمؤسسة التعليمية، الإجراءات والعمليات المبرمجة، في هذا المجال، حصيلة العمليات المنجزة لتفعيل مضامين الاتفاقية الإطار 2020-2022، وضعية الانقطاع الدراسي، خلال الموسمين الدراسيين 2020-2021 و2021-2022، على صعيدي الإقليم والأحواض المدرسية، إحصائيات العمليات التواصلية لإرجاع المنقطعين عن الدراسة، إضافة إلى خطة عمل الموسم الدراسي 2021-2022.
أما مريم سكيكة، مكلفة ببرنامج التربية باليونسيف، فقد قاربت مشروع “دعم اليافعين والشباب في انتقالهم إلى الحياة العملية”، عبر إعطاء نظرة ضافية عن دواعي وآليات وطريقة اشتغال المشروع، بدءا بالسياق والمداخل والأهداف، ومرورا بالعمليات المبرمجة، والفئات المستهدفة، وحملات التعبئة والتحسيس، وانتهاء بمقاربات وتدبير المشروع.
وبالنسبة لفريدة مرسي، إطار بمصلحة التخطيط والخريطة المدرسية بالأكاديمية، فقدمت عرضا جهويا، في ذات الموضوع، مع تركيز خاص على مجالات تدخل المشروع، على مستوى مديريتي الحوز وشيشاوة، مشيرة أن إشكالية الهدر المدرسي تؤرق المنظومة التربوية جهويا وإقليميا ومحليا، ومحددة الجماعات الترابية التي سيتم الاشتغال عليها، ومقدمة بعض المؤشرات الكمية حول المنظومة بالجهة، مع قراءة توضيحية لهذه المؤشرات إلى غاية شهر ماي 2022.
ويذكر أن هذا اللقاء الجهوي سيتلوه عقد لقاءات إقليمية، في الموضوع. الأول يوم 07 يونيو الجاري، على صعيد مديرية شيشاوة، والثاني، بتاريخ 08 من ذات الشهر، على مستوى مديرية الحوز، وستختتم هذه اللقاءات، برسم الموسم الدراسي الحالي، بتنظيم ورشات التخطيط الإقليمية، في هذا المجال، خلال يومي 27 و28 يونيو 2022.
ويشار أن هذا المشروع سيمكن حوالي 1000 متمدرسة ومتمدرس بثمان ثانويات إعدادية نموذجية، و200 فتاة تدرسن بالمستوى السادس ابتدائي بثمان جماعات قروية، تابعة للنفوذ الترابي للأكاديميتين المستهدفتين من المشروع، من تربية ذات جودة، و400 مراهق وشاب بمراكز الفرصة الثانية- الجيل الجديد، من تربية وتكوين جيدين، يساعدانهم على الإدماج الاجتماعي والمهني، وفتح آفاق واعدة أمامهم.