أفاد عمر بن الطريق نجل الشهيد مبارك بن بوبكر أن المندوبية السامية للمقاومة وجيش التحرير والمجلس الوطني تناسيا التضحيات التي قدمها آبائهم في سبيل الوطن،مشيرا إلى أن المؤسستين صمتا أذنيهما عن التعليمات الملكية السامية الداعية إلى الاعتناء والتكريم بأسر وأبناء شهداء الاستقلال الذي استشهدوا دفاعا عن الحرية والكرامة .
و أضاف بن الطريق أن أبناء شهداء الاستقلال وجهوا العديد ن الرسائل يطالبون من خلالها بالالتفات إلى أسرهم المحرومة منذ أزيد من خمسين سنة، رغم وعود المندوبية السامية ، هذه الأخيرة سبق أن أكدت على لسان المندوب السامي، أنهم استفادوا من عدة امتيازات تهم أساسا التشغيل والمعاش ورخص سيارات الأجرة ورخص حافلات نقل المسافرين .
الأمر الذي ينفيه الشريف مولاي مبارك بن الشهيدة فاطمة الزهراء الذي أفاد أن وضعيته الاجتماعية جد مزرية حيث لم يستفد من أية تشغيل يذكر رغم تقديمه للعديد من الطلبات وأن أسرته لم تستفد من اية مأذونية، كما أنه لا يتوفر على دخل قار مشيرا إلى أنه بلغ سن ثلاثة وستين سنة له أربعة أبناء وقضى الخدمة العسكرية ، حيث يعمل الآن بدكان للخياطة بالحي المحمدي، وتساءل مولاي مبارك عن السر وراء ما أسماه ب ” إقصاء والدته التي استشهدت بتاريخ 15 غشت 1953 من لائحة شهداء الاستقلال “، حيث لم يتوصلوا ببطاقة المقاومة إلا سنة 1995، حيث تم اعتبار استشهاد أمه حالة خاصة لأنها توفيت قبل 20 غشت 1953.
وأشار عمر بن الطريق إلى معاناة أبناء الشهداء مما أسماه ب ” التعذيب النفسي والجسدي ، وأحيانا التجويع والإهمال داخل المؤسسة الاجتماعية منذ منتصف الستينيات إلى أواخر السبعينيات من قبل إدارة المؤسسة، لولا التدخل الملكي سنة 1972 لما تمكن النزلاء من إتمام دراستهم ، في الوقت الذي أرغمت الفتيات على مغادرة المؤسسة لفائدة إدارة التعاون الوطني”.
وتساءل ابن الشهيد مبارك بن بوبكر عن ” الأشخاص المستفيدين من رخص نقل المسافرين الفردية ذات الخطوط الجيدة المدرة للأرباح، وعن المقاييس المعتمدة في توزيع تلك الامتيازات التي تتحدث عنها المندوبية السامية ، وطبيعة الأشخاص المستفيدين من مربعاتأسواق الجملة، الذين يتعاقبون على تجديد صلاحياتهم للاستفادة منها منذ السبعينيات،و الأشخاص الذين استفادوا من المساعدات المالية والقطع الأرضية والسكن والحج وغيرها من المنافع التي تحدث عنها المندوب السامي في وقت سابق بعد أن وصف أبناء الشهداء ب ” أنهم يأكلون ولا يشبعون “.
وقدم عمر بن الطريق لائحة توضح حجم الاستفادة التي تحدث عنها المندوب السامي والتي لا تتجاوز مبلغ ثمانمائة وخمسون درهما في السنة وهي معاش العطب والزمانة أما رخص المسافرين المشتركة بين العديد من أبناء وأرامل المقاومين فلا تتجاوز مبلغ 1300 درهم في ثلاثة اشهر، مشيرا إلى أن أغلبها انتهت صلاحيته منذ مدة طويلة،مشيرا إلى أن ابن الشهيد علال سقط مريضا وبقي مهملا إلى أن توفي في صمت دون أن يتلقى أية عناية،كما وقع لوالدته التي توفيت سنة 2011,
وتساءلت رسالة موقعة من طرف ستة أشخاص عما أسمته ب ” تعامل المندوبية والمجلس الوطني بالمحسوبية والزبونية في منح الامتيازات والمنافع الاجتماعية “.
وأشارت الرسالة ذاتها إلى الإهمال وعدم العناية الطبية لأن مساعي المجلس لوطني اقتصرت على مناطق دون أخرى واعتنت بمقاومين محظوظين دون الأخذ بعين الاعتبار أرامل الشهداء وأبنائهم بمنطقة مراكش، متناسية مستوى تضحيات شهدائها البررة “.
وذكرت الرسالة نفسها بالأعمال الفدائية التي قام بها شهداء مراكش سواء بتصفية كل من له علاقة بنفي السلطان محمد بن يوسف وفي المقابل تنصيب الخائن ابن عرفة،ومن بينها تصفية الجنرال دودفيل بساحة جامع الفناء من طرف الشهيد علال بن أحمد،وتصفية امبارك بن بوبكر أمام مسجد الكتبية للمسمى موني الذي كلف بجمع التوقيعات التي تؤيد تنصيب ابن عرفة ، وعملية بريمة حيث كاد الشهيد أحمد أوقلا أن يقتل السلطان المزعوم ابن عرفة ، قبل أن تتم تصفيته من طرف المجرم الكبير كما يلقبه المقاوم محمد النصر السوسي ويتعلق الأمر بالتهامي الكلاوي الذي قتله بمسدسه،وعملية سطح مقهى فرنسا والتي أوقعت العديد من الأجانب تعمدوا التقاط صور لسكان مراكش للترويج بأن المراكشيين فرحين بنفي محمد الخامس، وغيرها من الأعمال البطولية لشهداء الاستقلال تحت إشراف مولاي عبد السلام الجبلي وحمان الفطواكي، عمر الساحلي، مبارك الناجي، الحسين البزيوي، عمر بلحسن الفلاح وغيرهم من الأبطال الذين كتبوا استقلال المغرب بدمائهم، لتعيش أسرهم الحرمان والتهميش.