آخر الأخبار

ذهبية البقالي شجرة تخفي غابة

تمكن العداء الأولمبي والعالمي المغربي سفيان البقالي أمس الأربعاء 7 غشت من تحقيق إنجاز رياضي عظيم بعدما فاز بسباق الثلاثة آلاف موانع برسم الألعاب الأولمبية باريس 2024 ؛ وأحرز بذلك ميدالية ذهبية أولمبية هي الميدالية الذهبية الأولمبية الثانية في مساره الرياضي لتنظاف إلى سجله الرياضي المرصع بالميداليات والإنجازات الرياضية العظيمة .

وبحسب تصريحات بعض التقنيين المتخصصين في رياضة ألعاب القوى ، فإن السباق كان تكتيكيا وصعبا في نفس الوقت

حيث لاحظ الجميع الصعوبات التى واجهها سفيان البقالي طيلة مراحل السباق الذي لم يحسمه إلا في العشرين متر الأخيرة وبفارق مساحة قليل جدا ، كما أن سقوط العداء الإثيوبي صاحب الرقم القياسي العالمي في هذه المسافة سهل المؤمورية شيئا ما لبطلنا المغربي .

ولعل ما أثار انتباه الجمهور المغربي وهو يتابع بنشوة وفرح فوز البقالي بالميدالية الذهبية هي تلك اللقطة التي بثها التلفزيون الناقل للألعاب الأولمبية والتي يظهر فيها رئيس الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى وهو يهنئ سفيان البقالي على هذا الإنجاز الرياضي الأولمبي .

هذه اللقطة تفاعل معها الجمهور المغربي وخلفت ردود أفعال كثيرة على وسائل التواصل الإجتماعي أجمعت كلها على أن رئيس الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى يحاول الركوب على هذا الإنجاز الرياضي بعد سلسلة من الإنتقادات الحادة التي توجه إليه من طرف الجمهور والنقاد والصحفيين والعدائين القدامى والتقنيين منذ مدة طويلة وتحمله المسؤولية الكاملة على التراجع الخطير الذي تعرف رياضة ألعاب القوى الوطنية منذ توليه رئاسة الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى منذ ما يقارب ثلاثة عقود وعدم تمكنه من صناعة أبطال باستثناء البطل سفيان البقالي الذي يعتبر فلتة من فلتات هذه المرحلة وهو بالمناسبة ليس خريج المعهد الوطني لألعاب القوى أو أي مركز جهوي تابع الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى بل هو إنتاج مدربه كريم التلمساني أو إنجاز فاطمة الزهراء الكردادي في بطولة العالم الأخيرة في سباق الماراثون وهي كذلك ثمرة جهد المدرب المقتدر مصطفى الموساوي الذي يتعرض لإقصاء ممنهج من طرف الإدارة التقنية الوطنية .

وبدون أدنى شك فهذه الميدالية الذهبية لا يمكنها أن تنسينا تفضيل عدائين بمستوى عادي وضمهم للمنتخب الوطني وإقصاء آخرين وبالتالي حرمان المغرب من ألقاب وميداليات في تظاهرات عالمية ، ولا يمكن أن تنسينا كذلك الهجرة الجماعية لمجموعة من العداءات والعدائين المتميزين وحملهم لجنسيات بلدان أوربية وخليجية وأمريكية بسبب الإقصاء والإهمال وحسابات ضيقة لمدربين فاشلين ، هذه الميدالية لا يمكنها أن تنسينا أيضا ضعف التكوين وعدم إيجاد الخلف بسبب عدم وجود رؤية استراتيجية لدى الجامعة ، لا يمكن لهذه الميدالية الذهبية أن تنسينا سوء برمجة السباقات الجهوية والفدرالية وبين المناطق ، لا يمكن أن تنسينا كذلك سوء التقسيم الجغرافي للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى : كيف يعقل لعداء أو عداءة في فئة الفتيان أو الشبان أن ينتقل من مراكش إلى العيون الجنوبية لإجراء سباق بين المناطق وإذا تعذر عليه الأمر يقصى ؟ لا يمكن لهذه الميدالية أن تنسينا سياسة النقط التي اعتمدتها الجامعة والتي فتحت شهية مجموعة من المسيرين عديمي الضمير الذين لا يهم تكوين أبطال المستقبل بقدر ما يهمهم استنزاف الطاقة البدنية للفئات العمرية بإشراكهم في جل السباقات قصد جمع النقط والحصول على الأموال نهاية كل موسم رياضي وصرفها في غير محلها بطرق مشبوهة دون الإكثرات لمستقبل هؤلاء الفتيان والشباب وإجهاض أحلامهم ، لا يمكن أن ننسى إقصاء العدائين القدامى من الإدارة التقنية الوطنية وتهميشهم وعدم إسناد أية مهمة لهم ، لا يمكن لهذه الميدالية الذهبية أن تنسينا الجيل الذهبي الذي كان ينافس كبار العالم على الميداليات الذهبية والمراكز الأولى في التظاهرات العالمية وأصبحنا الآن ننافس أنفسنا بشكل مبكي في تظاهرات عربية تشارك فيها دول شقيقة ليس لها باع في هذه الرياضة ويعتبر ذلك إنجازا .

آن الأوان أن يتحمل رئيس الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى مسؤوليته والطاقم الإداري والتقني الذي يشتغل معه ويقدم استقالته احتراما لهذا الوطن واحتراما لهذا الشعب واحتراما لتاريخ ومجد ألعاب القوى الوطنية .