محمد نجيب كومينة
َيبدو ان رئيس الحكومة، الغني جدا، محاط بكثير من الحواريين الذين يورطونه في تجربة عمى الالوان ويوحون له انهم يخدمونه و يتواصلون نيابة عنه و يتولون الدفاع عنه في مواجهة هؤلاء المغاربة المساخيط الذين عبروا عن مواقف لا تروق له، ويبدو ان الرجل لا يعرف جيدا هؤلاء الحواريين الذين عرضوا من قبل خدماتهم على ادريس البصري، وعلى غيره، وعندما سقط كانوا اول من استل السكاكين لتقطيع لحمه و تحميله مسؤوليات تتجاوزه فعليا، وهو مالم افعله شخصيا انا الذي كنت ضحيته و عانيت واعاني الى اليوم من الأدى الذي الحقه بي بعدما واجهته، وزبانيته، في عز قوته وليس في لحظة ضعفه، و قد فهمت بعد حين انه كان اقل عدوانية و حقدا وضغينة من بعض من فرحوا بامتلاك السلطة بعده و اوصلوا الحياة السياسية والاعلام الوطني الى ما وصلا اليه من ترد وتفاهة و انحدار اخلاقي وقيمي، ومن عملوا على تحويل البلد الى ازريبة ارضاء لغرورهم اللامحدود.
الاقلام والاصوات التي تعبأت عن بكرة ابيها للدفاع عن اخنوش و اصحابه و مهاجمة ليس كل من يعارضه، بل كل من يخرج عن خط معين يراد للجميع في هذا البلد ان يسير على هديه والا تعرض للسب والشتم والقدف، اقلام معروفة بتلونها حسب الاحوال و الاموال، ولا حاجة للكشف عن حقيقتها، لانها مكشوفة للخاص والعام، و يصدق عليها القول الشعبي “الله ينعل اللي مايحشم” او القول المصري “اللي اختشوا ماتوا”. وبالفعل، فاننا نعيش مع هؤلاء النصابين المحترفين، الذين رضعوا النصب والاحتيال، حالة من فقدان الحد الادنى من القيم التي تجعل البشر بشرا وليس وحشا يمكن ان ياكل شبيهه دون ان يحس بازمة ضمير او حتى بحرج اخلاقي.
اخنوش “مسكين” عندو لفلوس، عندو ازبابل دلفلوس، و شبعان من وسخ الدنيا، لذلك يجر اليه دبابا متعودا على العيش على الاوساخ والقادورات، و ليكن متاكدا ان هذا الذباب يحيط به و يلتصق به فقط مادام اوسخ الدنيا موجود، ومادام يوزع بدون حساب، وليتذكر ان حلفاؤه السابقين، وعلى راسهم بنكيران، “نفخوا فيه البعرة” في وقت من الاوقات، ثم انقلبوا عليه و وصفوه باقبح واقدع الاوصاف عندما انقلب عليهم و تبين انه منخرط في اجندة مضادة لمسعاهم ولمصالح النافذين داخلهم.
اخنوش اليوم محروق سياسيا وشعبيا، ولن يقول له هذه الحقيقة من “ينتفونه”، و الانتخابات الجزئية المعروف انها بلا دلالة سياسية يجب الا تقوي غروره، و استمراره، في ظل الازمة الحالية و انكشاف حالة تضارب المصالح التي تطوقه للجميع و ضعف حكومة “اوليدات وابنيتات لفشوش” التي يوجد على راسها، مشكلة حقيقية بالنسبة للبلاد، يخشى ان تكبر اذا ما تفاقم التضخم، المرتبط اساسا بالمحروقات والمضاربات و الضعف السياسي القاتل لحكومة ضعيفة، و صاحبه الركود الاقتصادي، ما يعني بطالة متعاظمة وفقرا ومتزايدا و غضبا لن تنفع الابواق والاقلام الماجورة و جحافل النصابين والمحتالين في الحد منه و تجنيب البلد مخاطره والحفاظ على استقرارها في عالم يمور و تتزايد فيه مظاهر الفوضى و الاستهانة بالمؤسسات.
يحسن باخنوش، ومن يحيطون به او يمسكون ب”كيدونه”، ان يفكر على نحو مختلف و تقدير الاوضاع الداخلية والاقليمية والعالمية تقديرا سليما، من اجل امتلاك القدرة على التصرف السليم الذي يجعلنا، ويجعل بلادنا، نعبر هذه المرحلة بهدوء، ونستفيد من الامكانيات التي قد تتيحها، بدل التعويل على المحتالين والكذابين والغدارين الذين امتلات بهم ساحة السياسة والاعلام مند ان حدث الانزلاق نحو الحضيض و سادت قيم رديئة واخلاق منحطة بدفع ممن لاقلب لهم، حقيقة وفعلا، على الوطن و على الشعب المغربي ومن اختاروا مند زمن بعيد شعار “لهلا يقلب”. و يحسن باخنوش في الواقع ان يعود الى اعماله وامواله، لانه، وبعد كل الوقت الذي امضاه في المسؤوليات العامة، لم يقنع احدا ان بمقدوره ان يكون رجل دولة.