آخر الأخبار

رحلة الشتاء والصيف

إدريس المغلشي

تعاني كثير من قطاعاتنا الوزارية من اعطاب واختلالات بنيوية . فكل برامج الاصلاح لاتصمد امام العبث المستشري في ميكانيزمات الادارة .واذا كنا نفتخر بكثير من الملاحم البطولية التي عبر فيها الشعب عن تضامنه وتماسكه وكيف هب جميع افراده للمناطق المنكوبة جراء زلزال الثامن من شتنبر الماضي وقدموا درسا بليغا للعالم على اننا جسد واحد وكيان واحد مهما اختلفت التعابير ولغة الجغرافيا فالوطن واحد .الجموع التي زارت تلك المناطق شكلت مبادرتها صورة جميلة للانسانية .لكننا مهما اشدنا بهذه التحركات النبيلة يبقى سؤال محوري مهم جدير بالطرح اين هو دور المسؤولين من منتخبين وقطاعات مسؤولةعلى الوضع الكارثي الذي أصبحت تعيشه الآن ؟ لقد حذر كثير من المتتبعين بشكل استباقي من غياب استمرارية الاهتمام بعد هذه الاجراءات بمايضمن ظروف عيش كريمة واستعدادا كذلك للتغيرات المناخية القاسية التي تلوح في الأفق وستعرفهاالمناطق الجبيليةوالتي لامحالة ستعصف بكل المجهودات الساكنة تعرف جيدا ان الجغرافيا رغم وعورتها وجماليتها فهي لاترحم ساكنتها في فصل الشتاء حيث تعرف طقسا باردا وامطارا وثلوجا. ويقتضي الامر استعدادا لوجيستيا يوازي هذه المتغيرات ويحفض للساكنة كرامتها .
غابت كل الأحاسيس الجميلة التي اجتاحت كل المناطق المنكوبة جراء الزازال عندما استوطنت لفترة وجيزة اعالي الجبال وجميع المداشر وتوالت الاحداث من كل حدب وصوب ساهمت في غياب المتابعة لاهلينا في اقاليم المنكوبة الحوز وتارودانت وشيشاوة وازيلال ومراكش ووارزازات الاقاليم الست لا احد أصبح يذكرها .لكن مقاطع فيديو القادمة من هناك تنقل بشكل مفاجئ صور لبعض المناطق الجبلية التي اجتاحتها الامطار ولم تصمد الخيام البلاستيكية امامها كما أنها لم تعد قادرة على مواجهة الرياح العاتية .تصريحات من عين المكان تستنكربشدة غياب المنتخبين وكيف بات الناس في العراء بعدما غمرت المياه كل الامكنة والوحل استحال معها التحرك. فيماذا ينفع الكلام وبعض منتخبين غادروا المكان بعدرحلة الصيف وبعدما خمدت الاصوات، التقطوا الصورو”سيلفيات” وملأوا الدنيا ضجيجا بلاأثر يذكر ومارسوا دعايتهم المناسباتية لتغطي على افعالهم النكراء. في رحلة الشتاء غاب رئيس الجماعة بتارودانت وزير العدل الذي زارهم مرة واحدة مصحوبا بفيلق من المصورين في جو مشمس ولم يعد بعده ليعاين كيف تعيش الساكنة بلاغطاء ولا مأوى .اين وزيرة الاسكان التي انتقضت ذات يوم في عز الازمة لتبشر الساكنة بالحل فاختفت وبقي السكان لوحدهم دون سند ولامعين .أين … واين …؟
الكل اختفى وبقي المواطن يصارع لوحده كل الاشكالات لعله يجد حلا لازمة غاب فيها المسؤول مادمنا نعيش زمن الرداءة مع احزاب البؤس وحكومة لاشعبية فاقدة للشرعية ، لاتملك فعلا انسانيا يخفف من آلام الناس ولارد فعل نتيجة سخط ورفض البعض لتدابيرها الترقيعية. لارحلة الصيف أدت دورها ولا رحلة الشتاء الأهم انتجت مواقف الرفض لها .وبقينا نراوح المكان بعدما أصبحت ازمة ترمينا لأزمة.