محمد نجيب كومينة
رحل سيد القمني، الباحث الذي حفر عميقا في الثرات الاسلامي والعقليات المتحجرة التي لم تتحرر من اسر زمن ذلك الثرات المتكرر و من سلطة العظام والجماجم و لم تتح لمن حولها العيش في زمانه الذي يسير بوتيرة سريعة و ينفتح على تغييرات كبرى ترتقي بالذكاء البشري و تفتح امام البشرية افاق جديدة.
قد تختلف او تتفق مع سيد القمني، جزء او كلا، لكنك لا يمكن الا ان تحترم فيه شجاعته الفكرية المؤسسة على معرفة عميقة و منهج اركيولوجي مكنه من الكشف عن الحمض النووي لكثير مما نتعامل معه كمسلمات، ومن ذلك الاسرائيليات الكثيرة التي حولها فقهاء الظلام الى قواعد اسلامية لا يدخلها الشك من اي جانب.
كان سيد القمني، او ظل في مدى زمني طويل، مفكرا تنويريا يناهض الجمود و العقم و يتصدى بلا مواربة لمروجي الجهل المقدس، ولم يثنه عن ذلك تعرضه للتهديدات الخطيرة من طرف قوى الارهاب المعادية للحياة والمستعجلة للموت والقيامة و جواري الجنة
يرحل مفكرو التنوير تباعا، بعد ما بدلوا جهودا كبيرة ومشكورة لفتح اعيننا وازالة الغشاوات ولتعليمنا وللتاسيس للاتي في محيط غزته الردة مند ما يسمى بالثورة الايرانية، و بات الفاست فود الثقافي السلعة الثقافية المنتجة على اوسع نطاق، فهل ننتظر اثر جهدهم بعد لاي كما كان لفلسفة الانوار اثرها بعد المؤسسين، ام انه محكوم علينا بالمراوحة في المكان الى مالا نهاية و الرجوع خطوات الى الوراء بعد كل خطوة الى الامام.
رحل رجل مفكر شجاع فليفرح الجبناء وليحتفلوا بالخواء.