خنيفرة، في 14 أبريل 2020.
من أستاذ فرض عليه التعاقد.
إلى السيد رئيس حكومة المملكة المغربية الشريفة.
الموضوع : طلب إسترجاع ما تم إقتطاعه من أجرتي إلى حسابي.
سلام تام بوجود مولانا الإمام المؤيد بالله،
و بعد، على إثر قراركم الصادر في 14 أبريل 2020 الرامي إلى الإقتطاع من أجور بعض الفئات على حساب أخرى بدعوى المساهمة في الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا “كوفيد 19″، يؤسفني إخباركم أن ما تعترفون به باسم النقابات الوطنية للتعليم لا يمثلني و قراراته لا تعنيني. و لي عظيم الشرف أن أخبركم أن ما يمثلي و ما تعنيني قراراته هو التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد. لهذا يكون قراركم المشار إليه سلفا ضلما في حقي و بدون موجب قانون، و عليه أطلب منكم عدم الإقتطاع من أجرتي إذا لم تتم العملية بعد، و إن تمت أطلب منكم إسترجاع ما تم إقتطاعه إلى حسابي.
السيد رئيس الحكومة المغربية، بصفتي مواطنا مغربيا محبا للمصلحة المثلى للبلد، فقد ساهمت في مواجهة فيروس كورونا المستجد من موقعي بشتى الطرق، منها:
أولا: إحترمت قراراتكم السابقة الهادفة إلى الإلتزام بالحجر الصحي و تطبيق حالة الطوارئ بالبلد و كذا إحترام كل الإجراءات الإحترازية المتخذة من قبل الحكومة المغربية.
ثانيا: بصفتي رجل تعليم قمت بتوعية أسرتي و تلاميذي بأخطار الفيروس كوفيد 19 و أخبرتهم بكل وسائل الوقاية من الإصابة به أو نقله كما دعت إليها وزارة الصحة بالحرف.
ثالثا: بصفتي مدرس، فقد قمت بإنشاء مجموعات على مواقع التواصل الإجتماعي facebook و whatsapp للتواصل مع تلاميذي من أجل إستمرار العملية البيداغوجية و التربوية كما دعت إليه الوزارة الوصية رغم أن هذه الأخيرة لم تقدم حتى كلمة طيبة في حقي ضمن زملائي رجال و نساء التعليم. و ذلك من 16 مارس 2020 إلى يومنا هذا.
رابعا: جميع مصاريف الربط بالانترنيت و المستلزمات من هاتف و حاسوب و تكوين ذاتي في إعداد الأشرطة التعليمية ذات جودة التي نشتغل بها في عملية التعليم عن بعد، فهي من مصاريفي الخاصة و مكلفة جدا. ناهيك عن الأضرار الصحية التي قد تلحق بي بسبب كثرة العمل بواسطة الهاتف و الحاسوب في غياب التغطية الصحية بسبب عدم تسوية ملفات فوج 2019.
السيد رئيس الحكومة، ألا تكفيكم كل هذه المساهمات و هذه المجهودات و التضحيات حتى تقتطعون من أجرتي الهزيلة (سلم 10 درجة 2 الرتبة 1) و من ورائي أسرة من 10 أشخاص، والدي و إخواني؟
ختاما، التضحية من أجل الوطن ليس حكرا على الموظفين البسطاء و الضعفاء من المواطين، بل واجبة على كل مواطن بما فيهم الوزراء و البرلمانين و رؤساء المصالح و الموظفين خارج السلم و غيرهم من من يتقاضون أجور شهرية باهرة. و إنه لمن الحكمة أن تعفى الفئات الهشة و الموظفين البسطاء من المساهمة في الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا المستجد.
السيد رئيس الحكومة، أعبر لكم من تلقائي نفسي و عن طواعية، عن إستعدادي التام للإنخراط في كل ما يصب في مصلحة الوطن مهما كلفني الأمر شريطة أن يكون بشكل ديموقراطي. سواء أعدتم النظر في هذا الإقتطاع أم لا. أحبك وطني.
و السلام.
عبد الحكيم بوشيار