آخر الأخبار

رسالة من مواطن بسيط إلى الوزير العبثي

لا اجيد تنميق الكلام واسمح لي ان اخاطبك بدون مقدمات ولا مجاملات وكلمة ” معالي ” تستفزني لدرجة ترتعد لسماعها فرائصي اعلم جيدا انك حريص على حفظ الالقاب حيث تستهويك بروتكولات استقبال الحرس امام ابواب البناية الضخمة وسيارة الدولة بارقام منفردة متميزة وستائر غامقة اللون تعفيك من النظر الى ازقة هامشية الى عهد قريب كنت تحث الخطى مشيا على الاقدام لقضاء اغراض دونية وسائق ببشاشة مغشوشة يخفي وراءها قهر الزمان. تنزل بخيلاء المسؤولية ولاتستطيع ان تطاطئ الراس لان المنصب يجعلك ترفعه كبرياء . الكل يقدم تحية مجانية وبكثرة لانهم يخافون بطش نظراتك وجور قراراتك. يتفكهون و يعلمون جيدا ان راي”با بوجمعة ” حارس السيارات خلف اسوار الوزارة الذي قال ذات يوم في امثالك حين سالوه : الوزراء كاطفال صغار شديدي الحساسية لا يرتاحون الا في حضن امراة. تستفزهم الاشياء البسيطة. ماان يغيروا نمط عيشهم وطريقة اكلهم ولباسهم حتى ينتفضوا ضد ماضيهم البئيس يتحاشون كل الامكنة ويتنكرون للاشخاص حتى لا يتذكروا شيئا.
ايها الوزير العبثي…!
انك تختار بتقنية عالية المفاهيم لتنمق بها خطابك الرديء. لقد اصبح دولابك مليئا بملابس موقعة من اعتى الشركات العالمية خصوصا منها الايطالية وقارورات طيب زهية الالوان من مدينة الانوار الفرنسية. ظهرت عليك نعمة التعويضات المجزية والراتب الكبير فتوردت خدودك واصبحت تقتني حاجياتك ببطائق بنكية لم تعد بعدها تلقي نظرة للاوراق المالية ولا تعرف الوانها ولا تلقي بالا لشكلها.
ايها الوزير العبثي…!
اكثرت من الوعود حتى لم تعد تتذكر لا اخرها ولا اولها. المهم كلام الانتخابات تمحوه حلاوة المناصب وعذوبة المكاسب. اوغلت بكلامك الذي لا افهم منه الا النذر القليل لكن مايهمني منه اسئلة لم اكن اجرؤ في ظل حماسة شعارات الحملة الانتخابية ان اطرحها اخذتني في غفلة من مواجعي التي صدمها واقع مر لا يرحم.
الامن مفتقد في الشوارع ولا اغامر بحياتي للمرور منها.فمتى ننعم به ؟؟؟
المعيشة نار دفعتني الى بقايا فضلات الاسواق لاقتني ماتخلت عنه الايادي عند غروب الشمس في سوق هامشي.فماذا بقي من كرامة لي ؟؟؟
ابنائي لحد الساعة يعانون من شغب المدارس ومحافظ فقدت لونها وجاذبيتها بعدما اثقلت كاهلهم بمالايطاق من كنانيش تافهة تمثل انحطاط منظومة اصبحت ضحية صفقة تجارية. فهل تعود المدرسة الى احضان الشعب ؟؟؟
ايها الوزير العبثي…!
في كل لحظة ارقب خذلانك لاقف على حقيقة مفادها ان من يقبل ان تدوس الاقدام صورته في حملة انتخابية فقد تنازل بالضرورة على اغلى مايملك.فلا انتظر منك نخوة ولا شهامة ولا كرامة.
ذ ادريس المغلشي