مقال رائع يرصد من خلال شخص-مغربي مهاجر بكندا حالة فصام متقدمة بتاثير نزعة هوياتية مغلقة تناهض العصر ومكاسبه التي تحققت مند الانوار( لااتبنى رؤية ستيفن بنكر في كتابه انتصار الانوار، لانها تنخرط فيي الدفاع عن الراسمالية، لكنها تستحضر مكاسب البشرية خلال مرحلة تاريخية بمعطيات دامغة). المهاجر الى الله الذي يقدمه لبشريت في هذا المقال، من المستفيدين من مكاسب الانوار في بلد ماتزال فيه مشعة بابعادها الايجابية، بحيث استفاد من تعليم علمي علماني بمنحة، ومن عمل في شركة امريكية يدر عليه دخلا عاليا، ومن جواز سفر كندي …وامتيازات اخرى، لكنه يشعر ان الكفار هناك يريدون بدريته سوء ويرغبون في سلخهم عن هوية تستوطن لاوعيه ولا صدى حقيقي لها في علاقته ببلده الاصلي، ولذلك رغب في تحصين ابنه بارساله ذهنيا الى القرون الوسطى، الى مدرسة الجهل المقدس. السبب هو رفضه لمقرر التربية الجنسية في المدارس الكندية الذي يرفضه حتى دون الاطلاع على محتواه. امثاله هم الذين تلقفوا الدعاية الداعشية ضد الصين واعتبروا محاربتها للارهابيين بين سكانها المسلمين، الذين انتقل منهم الالاف لسوريا ويقدر عدد المتبقين منهم ب 5000 في ادلب، محاربة للاسلام، وهم الذين هللوا فرحا باصابة هذا البلد بافة كورونا، وذلك قبل ان يبداوا بالتطلع الى ما سينتجه العلماء الصينيون لمواجهة جائحة لم يسلم منها المسلمون، بحيث لم تسثتني اللعنة المسلم والمسيحي واليهودي والبودي والشنتو وغيرهم، ولم تختر احدا بسبب دينه.
اذكر ان رجيس دوبري خلص بعد محاضرات القاها في تونس الى المسلمين يرغبون في قرونهم الوسطى الان، وكانت خلاصته مبنية على اساس ان الجمهور الذي التقاه ذي تكوين علمي، في الطب والهندسة والعلوم الاخرى، لكنه كان الجمهور الاكثر رفضا للحداثة التي فتحت ابواب التجريب العلمي على مصراعيه وجعلت العقل والتقدم يحتلان الموقع الذي سمح للبشرية بان تتجاوز قيود اللاهوت.
الرجعية ليست جينية، ولكنها ثقافية وانعكاس لحالة نفسية مرضية بكل معاني الكلمة. السكيزوفرينيا وصف قد لايفي بالحاجة لكنه دال .
محمد نجيب كومينة / الرباط