حصلت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالحوز،على نسبة متميزة في امتحانات البكالوريا برسم الدورة العادية للموسم الدراسي 2023-2024، بلغت 72.41% بزيادة ست نقط مئوية قياسا الى النسبة المحصلة خلال الدورة العادية للسنة الماضية 2022-2023 التي بلغت نسبة النجاح فيها 66.48%.
نسبة مشرفة جديرة بالتنويه في ظل الظرفية الاستثنائية التي عرفها إقليم الحوز إثر تداعيات الهزة الأرضية ليوم 08 شتنبر 2023، وما ترتب عنها من أضرار جسيمة بالمؤسسات التعليمية تفاوتت بين انهيار كلي لأزيد من مئة مؤسسة تعليمية وانهيار جزئي وتصدعات عميقة لما يقارب 300 مؤسسة.
تداعيات عملت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة إزاءها على اتخاذ تدابير فورية استعجالية لضمان الاستمرارية البيداغوجية وإرجاع التلميذات والتلاميذ الى الفصول الدراسية وإعادة الحياة للمؤسسات التعليمية تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، الذي أكد على ضرورة إعادة فتح المرافق العمومية في وجه المواطنات والمواطنين ضمانا لاستمرارية الخدمات الضرورية.
ومباشرة بعد أسبوع من زلزال الحوز، فتحت المؤسسات التعليمية بإقليم الحوز أبوابها في وجه التلميذات و التلاميذ في فضاءات تربوية بصورة خيام مدرسية مجهزة بالماء والكهرباء وجميع التجهيزات و الوسائل الضرورية لضمان التحصيل الدراسي، كفضاءات مؤقتة بديلة للحجرات الدراسية والمرافق التربوية المتضررة ، بتدخل من القوات المسلحة الملكية و السلطات المركزية و الجهوية والإقليمية و المحلية ، إلى جانب مصالح وزارة التربية الوطنية و التعليم الأولى و الرياضة ،عززتها تدخلات القطاعات الحكومية المعنية و جمعيات أمهات و أباء و أولياء التلميذات و التلاميذ و فعاليات المجتمع المدني.
وبحسب الملاحظين والمتتبعين للشان التعليمي والتربوي بالاقليم ،حرصت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة على المواكبة التربوية والنفسية للتلميذات والتلاميذ في إطار حصص للدعم التربوي الاستثنائي من جهة لضمان استدراك الزمن المدرسي وزمن التعلمات، موازاة مع حصص للدعم النفسي من طرف خبراء ومختصين للتخفيف من التداعيات النفسية لمترتبات الزلزال، اقتناعا بأن الاطمئنان النفسي دعامة رئيسة للتحصيل الدراسي.
وتكثفت الجهود بإقليم الحوز لتنتقل صورة الخيام المدرسية الى وحدات مسبقة الصنع بمعايير الجودة المطلوبة التي استوفت شروط التهوية و المساحة الكافية لفضاءات التحصيل و الإنارة و التكييف الهوائي و منبهات الطوارئ ، فضلا عن أناقة جدران و أرضية الفضاء في إطار برنامج تعاون بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة و جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية و الشركات الوطنية الرائدة و بدعم من مؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط ، وهو البرنامج الذي مكن إقليم الحوز من إنجاز 153 وحدة مدرسية مسبقة الصنع ، انضافت إليها 350 وحدة بتنسيق مع عمالة إقليم الحوز وبمساهمة من الشركاء، لتصير الحصيلة أزيد من 500 وحدة مدرسية مسبقة الصنع مكونة من حجرات دراسية تم تجهيزها بالتجهيزات المستوفية لشروط التحصيل الدراسي ، ومكاتب إدارية ومرافق صحية وقاعات متعددة الاستعمالات وسكنيات للأطر الإدارية والتربوية ، إلى جانب فضاءات داخلية للإطعام والإيواء بديلا للداخليات المتضررة ،وذلك في أفق إعادة تأهيل و بناء المؤسسات التعليمية ضمن برنامج إعادة البناء و التأهيل الذي انكبت الأطر الهندسية و التقنية الى جانب المختبر العمومي للأبحاث و الدراسات LPEE و مكاتب الدراسات المختصة على تنزيله ، موازاة مع مباشرة هدم المؤسسات التعليمية المتضررة بناء على نتائج الخبرة التقنية في إطار التعاون مع قطاع التجهيز و الماء.
جهود انضافت إليها عمليات تحويل ستة الاف (6000) تلميذة وتلميذ من المؤسسات التعليمية المتضررة الى مؤسسات تربوية مستقبلة داخل الإقليم وخارجه ، بتنسيق تام مع السلطات الجهوية والإقليمية ، وذلك في أطار الاستفادة من منحة كاملة وتوفير شروط الاستقبال اللازمة، إلى جانب مواكبة التلميذات والتلاميذ الذين تم تحويلهم إلى المؤسسات المستقبلة بالدعم التربوي والنفسي ، فضلا عن تسخير أسطول خاص لحافلات النقل قصد نقلهم الى مقرات سكنهم بجماعاتهم الأصلية لقضاء العطل المدرسية والبينية وعطلة متنصف السنة الدراسية والعطلة الصيفية مع أسرهم ، وإرجاعهم بعد متم كل عطلة الى مؤسساتهم التعليمية المحتضنة.
وهي جهود تكللت بالنجاح بأعين جميع المهتمين والملاحظين، تجلت نواتجها حسب تصريح محمد زروقي المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولى والرياضة في النتيجة المحصلة للدورة العادية لامتحانات البكالوريا التي بلغت نسبة 72.41% بزيادة ست نقط مئوية عن النسبة المحصلة خلال الدورة العادية للسنة الماضية 2022-2023، الى جانب تشريف المديرية الإقليمية بتحصيل أعلى معدل وطني في شعبة العلوم الإنسانية من بين ستة عشر (16) معدلا وطنيا محصلا في مختلف المسالك للشعب العلمية والتقنية والأدبية.
وقد عبر الدكتور محمد زروقي، المدير الإقليمي عن امتنانه لجهود وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولى والرياضة بمصالحها المركزية والجهوية والإقليمية وأطرها على اختلاف مهامهم ،وجهود القوات المسلحة الملكية والسلطات المركزية والجهوية والإقليمية والمحلية والمصالح الأمنية ، والقطاعات الحكومية الشريكة والمجالس المنتخبة والجماعات الترابية ، والفعاليات الاقتصادية والمؤسسات الشريكة ، وجمعيات أمهات وأباء وأولياء التلميذات والتلاميذ ، وفعاليات المجتمع المدني ، مع شكر المنابر الإعلامية لمواكبتها لمختلف الأوراش التربوية بصفة عامة والأوراش المكثفة المفتوحة في الأقاليم المتضررة من زلزال الحوز بصفة خاصة ، منوها بالعزيمة القوية التي أبان عنها التلميذات والتلاميذ لكسب رهان النجاح والتفوق وتحدي الأزمات النفسية التي خلفها الزلزال، بصبر واجتهاد تجلت نتائجه في النتائج المشرفة لامتحانات البكالوريا ، في استشراف لتميز جديد مأمول فيما تبقى من الامتحانات الإشهادية والنتائج الدراسية.