إدريس الأندلسي
لو كانت مؤسسات المملكة المغربية كمؤسسات الكابرانات في حمقها لم تكن لتغرق سوق الأوراق المالية بأقل ما يعادل ثلاثين ألف دولار في الوقت الذي تتجاوز فيه الكتلة النقدية الجزائرية 22 مليار دينار، و لله العجب كما قال الفنان الجم . و بالطبع تعيش هذه الكتلة مشاكل كبيرة في سوق صرف العملات و تسجيلها لتدهور مستمر للدينار و معه القوة الشرائية لهذا لمواطني هذا البلد ” الغني” و المنهوب .المشكلة كبيرة و تعري عن واقع اختفى فيه عقلاء الجزائر تحت القمع و انبرى الحمقى و المغفلين لفعل كل شيء حتى يؤمنوا ثروات شعب سجلوها بإسم أبنائهم في كل ملاذات التهريب الآمنة. أيها المغفلون مصانع عملتنا قلاع متينة نحمي بها اقتصاد وطننا. أما أنتم فيكفيكم ما أنتم فيه. و كان ألله في عون شعب الجزائر الذي نهبت ثروات بفعل فاعل.
تصوروا، يا من كل من يثقون في قدرات عقلهم، أن أبناء عسكر فرنسا ممن يحكمون الجزائر يرون في مغرب مساندة احرارهم و أبناء شهداء الجزائر جريمة كبرى لا تغتفر. قتلت فرنسا، حسب ما جاء في الإعلام المصري الناصري، ما لم يقتل في الفيتنام و في أفريقيا و لا في الهند و لا حتى من قتل في آخر الهجومات الإمبريالية على العراق و سوريا و فلسطين. فرنسا الإستعمارية تظل حبيبة أبنائها ممن يحكمون بلادا خلقوها و صنعوا مهدا لأمير صنعوه و سموه بعبد القادر الذي كان قادرا على هجرة إلى قصور فرنسا رفقة حريم و كثير من التقدير.
قتل الإستعمار من وجدهم دون سلاح في الاوراس و في كل الجبال ” الساحقات ” و نصب من سيتكلون باسمهم بعد عقود. و كان نصيب من سكنوا مدينة وجدة كبيرا دون أن يشاركوا في تحرير و لا تقرير مصير. و كان نصيب أعوان فرنسا تدريب عسكري في فرنسا و تخرج من مراكز للكابرانات و الذين أصبحوا سندا لرؤساء تباهوا بالجهاد و قضوا ببرودة دم على المجاهدين. و يكفي أن الغدر بالأخ المجاهد و الأخ المناضل فتح السجون و المقابر عبر الانقلابات و الاغتيالات. و يكفي أن العالم أجمع رأى على المباشر عملية رجل شريف و قيادي قرر الإبتعاد عن بنية سلطة بناها الإستعمار و لكنه صدق كذب الكابرانات فاقسموا أمامه على ” أن تحيا الجزائر ” فقتلوه.
بمن يمكن أن يثق أحرار الجزائر؟ بمن يمكن أن يثق مواطنو الجزائر؟ . أهم شيء انجزه طغاة من ينتمون إلى بلد ” الجبال الطاهرات الزكيات” هو تلطيخها بدماء الأبرياء. ماذا يمكن أن ينتظر ممن يقمعون شعبا حباه ألله بأرض غنية. و ينحني رئيس نصبه العسكر ليقبل كتف تبون و يتباذل نظرات رومانسية مع رئيسة وزراء إيطاليا و ينحني مخمورا أمام بوتين و يقول كل شيء و نقيضه في كل مقام.
لا يهم تبون أن يضحك بفعله العالم على الجزائر. كما لا يهمه أن يكون مطيعا لأبناء فرنسا أو أن يحول خده إلى مرتع لشفتي ماكرون مقابل كل الإغراءات الطاقية و غيرها. لا يهمه أن يضحك بوتين من عبارات الولاء له كسلطة حماية للجزائر. المهم أنه كان في كل الأحوال المنفذ المنضبط لأوامر رئيسه المباشر الكابران شنقريحه. إن حاول التفكير في غير ذلك رمي به و بأبنائه في سجن الحراش لأن ملفات الكوكايين لم يتم اغلاقها بعد. و هكذا و لأسباب تتعلق بإستمرار انضباط الكابرانات لأوامر روسيا، سيظل العسكر الآمر الناهي في مصير شعب انتفص و أراد أن تكون انتفاضته سلمية.
و لقد تعودنا في المغرب على أن نكون شماعة تعلق عليها كل أشكال غدر عسكر الجزائر. نعم نحن أصحاب فضل عليكم و اسألوا وثائق التاريخ. اسألوا أو بالأحرى اسمعوا ما قاله أول رئيس لكم ،و هو إبن احواز مراكش، حين أعتبر أن أراضي المغرب في الصحراء الشرقية كانت هدية من فرنسا التي تعتبرونها عدوكم الحبيب. و لكم كامل الحق في أن ترجعوا إلى النسخة الأصلية للنشيد الوطني الذي كتبه ضحيتكم مفدي زكريا المغتال بفعلتكم الشنعاء كما كان حال الكثير من شهداء الجزائر غير المتآمرين مع الإستعمار.
أؤكد لكم و أقسم على ذلك، بأن كل مآسيكم الماضية و الحالية و المقبلة هي من فعل جاركم المغربي. صرفتم ملايير البترودولار و خسرتم شعبكم و خسرتم معركة الصحراء لأن الدولة المغربية قاومت أطمالكم بأسلحة فتاكة يصعب فهمها على مستوى ذكاءئكم المكبل بخرافات ماض أضاعكم و لا زال ينخر عقولكم و أجسامهم. إتجه المغرب إلى الزراعة و تخزين المياه و قررتم، بناء على توصيات أشباه اقتصاديين على العبور إلى ” الصناعة المصنعة” فخسرتم الملايير. إختار المغرب صناعات متوسطة موجة إلى السوقين الداخلي و الخارجي. و توجهتم دون وسائل إلى السوق الأفريقي و لم تجدوا طلبا و لا تمويلات و لا سوق تأمينات و بالطبع لم تجدوا إمكانية المنافسة بالجودة.
فرجعتم إلى الشعب الجزاءري لتصبوا عليه جام غضبكم و تخططون للعشرية السوداء. حاولتم صنع الإرهابيين فقتلتم الأبرياء و فتحتم سجونكم لمن صدق شعارات العيش الكريم في بلد المليون شهيد. أردتم رفع شعار الديمقراطية فقررتم اغتيال اختيارات الشعب و عزلتم الشاذلي بن جديد و قتلتم بعده بو ضياف و قبله قادة الثورة العديدين و بقيتم لوحدكم تفترسون جسم الجزائر.
نعم نحن المغاربة سبب فقركم لأنكم فكرتم في الهجوم على وحدتنا الترابية فحلت بكم اللعنة إلى يوم الدين. خنتم ما أعطاكم السكن و الطعام و السلاح و المال و تنكرتم لملوك المغرب و شعبهم لأنكم لستم من صلب الشعب الجزاءري و لستم من أبناء الشهداء و لستم من اؤلئك الذين جاهدوا من أجل أن تحيى الجزائر. نعم نقبل أن تلقوا كل اخفاقاتكم علينا لأننا نعرف أن العالم يعلم معانقتكم للكذب حتى النخاع. حتى تزويركم لعملتكم الدينار المندحر رغم حجم موجوداتكم الخارجية تريدون أن تلصقونه بنا عبر ضابط عمل في فرنسا و هو بن من تعتبرونه خائن. و أظن أن كل ما يشوب سوق الصفقات، بما فيها، الأسلحة الفاسدة. هي من أفعالنا. و لن اخفيكم سرا أننا من سهل وصول شنقريحة إلى قيادة أركان الجيش و تبون إلى رئاسة الجمهورية. فلا تستعجبوا إذا اتخذنا قرارات أخرى لعزلكم ديبلوماسيا أو للبدء في تشغيل أنبوب الغاز الأفريقي أو لإنتاج طاقات أحفوريه و أخرى نظيفة و كثفنا من الصناعات بما فيها العسكرية. نحن لا نعاديكم و لكننا نعمل على تقدم بلادنا و لكم كامل الحرية لكي تظلوا على ما أنتم عليه. الطوابير على الزيت و السميد و السكر و الدقيق و الغاز صورة نتمنى أن تنسى. لدينا حلولا لها حين ستفتح الحدود التي اقفلها الكابران المعتقل سابقا في امغالا جنوب المغرب.