محمد نجيب كومينة
انت الطغمة العسكرية الحاكمة تتخفى وراء ادعاءات واهية، لكن موقف الدولة الاسباني، ويجب التاكيد على موقف الدولة كما جاء على لسان رئيس الحكومة الاسبانية وغيره، جعل تلك الطغمة، التي يتراؤسها مهبول اسمه شنقريحة، “تجعر” و تتصرف بطريقة الهبال الذين لايدركون ما يصدر عنهم من تصرفات ولا يقدرون خطورته، وذلك باعلانها عن وقف العمل باتفاقية وقعتها الحكومة الجزائرية، دعما منها للاستعمار في ظروف ازمة جزيرة ليلى سنة 2002، و دخولها في حملة سب وقدف تكشف عن هستيريا اصابت من يتحكمون في مصير الجزائر، و صولا الى خلق حالة من الغموض بشان التزام الجزائر بالاتفاقيات الدولية و تصرفها كدولة مارقة مع القانون الدولي.
لماذا كل هذا الجنون؟
واضح تماما ان الطغمة العسكرية المتحكمة في مصير الشعب الجزائري كانت تراهن على اسبانيا كحصان طروادة في معركتها الخاسرة ضد وحدة المغرب الترابية، باعتبارها القوة الاستعمارية السابقة لاقاليمنا الجنوبية التي خرجت منها بعد المسيرة الخضراء المظفرة و توقيع اتفاقية مدريد، وراهنت على مرتزقتها التابعين للحزب الاستعماري في اسبانيا كي يجلبوا لها الدعم، لكنها رهاناتها كلها اليوم خاسرة، و افق تلك الرهانات مزيدا من الخسارات بعد الدعم المتعاظم لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب و لقي دعما واضحا في مجلس الامن مند 2007. الخيبة، الناتجة عن الهزائم الديبلوماسية والمواقف التي عبرت عنها الولايات المتحدة واسبانيا وغيرهما، تدفع النظام الجزائري الى البحث عن مزيد من الخسائر.
الخسارة التي كان ولابد من ان تتكبدها الطغمة العسكرية الحاكمة بالجزائر قبل الان، والتي ستتكبدها لا محالة بحسب مجرى الاحداث، هو ان تنتزع من الجبهة الانفصالية الثمتيلية التي تدعيها لقبائل الاقاليم الجنوبية، المنتشرة كما هو معروف في مختلف اقاليم البلاد، فالمنتخبون في المجالس الجهوية والاقليمية والمحلية في هذه الاقاليم هم الاجدر بهذه التمثيلية وهم الذين يمثلون اغلبية ساكنتها، و اتصور ان تنتقل الحكومة المغربية، بعد فرض حضورهم في الموائد المستديرة باشراف الرئيس الالماني الاسبق كوهلر، الى الهجوم وطرح اشكالية التمثيلية بما يلزم من الحزم و الاصرار، خصوصا وان الطغمة الحاكمة بالجزائر تتلكا في تنفيذ توصية مجلس الامن المتعلقة باحصاء محتجزي مخيمات احمادة تندوف وتناور باساليب تافهة و مناقضة للقانون الدولي لعدم الوفاء بهذا الالتزام وبالتزامات اخرى توفر للجائين لديها صفة اللجوء التي تناقض تماما التسليح والتسخير في عمليات عدوان ضد التراب المغربي تنتهي دائما بالفشل و سقوط المرتزقة المسخرين و عناصر المخابرات والعسكر الجزائريين تحت الضربات المغربية الدقيقة.
البوليساريو، التي التحق عدد كبير من مؤسسيها وقادتها، بالمغرب بعد مراجعة موقفهم السابق، لا تمثل اليوم الا اسيادها ومسخريها ولا تمثل القبائل الصحراوية التي تعتبر جزءا لا يتجزا من الشعب المغربي و لا تشكل شعبا كما درجت لغة فاسدة على ترويجه، فالركيبات الذين يمثلون اغلبية داخل الانفصاليين، ليسوا اثنية وانما اتباع زاوية انشاها سيدي امحمد الركيبي سليل بنمشيش دفين جبل العالم بناحية العرائش في شمال المغرب، و رائد الزاوية الشادلية، والركيبات البيهات، من سلالته هم ادارسة تربطهم بكل العلميين في كل انحاء المغرب علاقة عائلية.
مسالة التمثيلية، بعلاقة مع الاحصاء الذي يجب ان تباشره وكالة غوث اللاجئين تحت اشراف الامم المتحدة، مسالة غير قابلة للتاخير او التغاضي اليوم، و من شان حسمها كما يجب ان تفضح كذب الطغمة الحاكمة في الجزائر امام العالم اكثر مما هي مفضوحة اليوم بعد تصرفاتها مع اسبانيا الخرقاء التي كشفت من خلالها انها الطرف المعني بالنزاع الاقليمي وان البوليساريو ليست سوى اداة من بين الادوات التي تستعملها تلك النخبة ضد المغرب من منطلق المنطق الذي ورثته عن الاستعمار وعن الجزائر الفرنسية كمشروع للهيمنة الاقليمية و تعويض رحيل الاستعمار نتيجة نضالات الشعوب و قرارات الامم المتحدة .