آخر الأخبار

زلزال في المنظومة التربوية

إدريس المغلشي 

في زمن اختلطت الأوراق وأصبح الوضع أكثر غموضا وارتباكا على حد سواء وبعدما غاب الفاعل السياسي القادر على قراءة الواقع بعين محترفة تستشرف المآلات والمستقبل ويسعى لتقليل الخسائر وتضييق مساحات الفشل وتوسيع فرص النجاح من أجل تقديم حصيلة يستشعر من خلالهامسؤولية اشرافه وتدبيره والاستعداد للمحاسبة . مع كل هذا اتساءل هل قدر وزارة التربية الوطنية أن تعيش وسط برك من التوثر بعدماحدث زلزال جاء ليعمق جراحهاويدفع بهانحو المجهول من موقع المسؤولية كمهتمين نتساءل أيضا إلى أين يسير قطاع التعليم؟ تتناسل الأسئلة بالنظر لما يروج في الساحة حيث لاحديث يعلوالساعة على خبر الإعفاءات بقطاع التعليم وقبل تفكيك خيوط هذه الازمة المباغثة. يراودني سؤال يتكرر في كثير من اللحظات الحرجة والحساسة لماذا يقدم المسؤولون على قرارات مصيرية مكلفة في رمضان على وجه الخصوص ؟ لا أمتلك صراحة جوابا يبرر هذا الفعل لكن يبقى السؤال معلقا إلى حين .
ما أقدم عليه وزير التربية الوطنية صاحب مصنع الحلوى (مي شوك) يضعنا امام حالة من الاستثناءات.بداية لم يسجل في تاريخ المنظومة رقم اعفاءات مثله مما يؤشر في البداية أن الحصيلة حسب البلاغ كارثية فإذا اعتبرها البعض عملا زجريا يوقف النزيف نتساءل كم هي كلفة هذا الإجراء والتي سكت عنها الجميع ،بعدما جاء الخبر غامضا وتغاضى عن كثير من المعلومات فعوض تقديم توضيحات بقيت جملة من الأسرار حبيسة بناية باب الرواح كالعادة .مايقلق صراحة في مثل هذا القرار التردد الكثير الذي ابان عنه السيد الوزير في كثيرمن القرارات لعل اوضحها التفويض الذي خص به الكاتب العام ليتم التراجع عنه بسرعة فائقة وهي صورة توضح عدم الاستقرار والتروي وامتلاك سلطة الحسم لدى المسؤول الأول فكيف سنطمئن لغيرها دون اغفال اننا في مؤسسة لازال عالقا بها ماصطلح عليهم ب(مسامر الميدة ) الذين عمروا لردح من الزمن الطويل يشكل اغلبهم حسب المهتمين جزءمن المشكل وليس من الحل .
لقد اختلت المعايير في قطاع التعليم واصبحنا نعاين كيف تدبر ملفاتنا الاجتماعية بين العشوائية والفوضى في غياب معايير واضحة وقوانين تحتكم إلى مقتضيات دستورية تضمن الشفافية وتخليق المرفق العام ،صرنا نعاين كيف كثير من القرارات اصبحت مستفزة وبعيدة كل البعد عن المنطق والتبرير أيضا . عدد الاعفاءات كرقم لوحده مستفز لأنه لايعطي انطباعاكمؤشر واضح للصرامة ، فتقاليد واعراف الافتحاص والتحري والتدقيق الكم لوحده ليس دليلا قويا على اننا على المسار الصحيح . الخبر احدث بالساحة التعليمية ضجة كبيرة بين مؤيد ومعارض حسب البلاغ كوثيقة يتيمة، التقييم أفضى لمعطى كون الريادة لم تحقق اهدافها . نتساءل عن شروط ومؤشرات التعاقد و المواكبة الموجهة مادمنا نتكلم عن تجربة أولى يخوضها المغرب بعد فشل تجارب سابقة . هل بمثل هذه الإجراءات نحقق الهدف بعدما نسفنا معطيات معيارية كالخصوصية المجالية والتدرج حسب منطلقاتها ؟ هناك من يصرح أن بعض الاقاليم تم استثناؤها من هذه العملية بينما تم استهداف أخرى .
محمد سعد برادة شخصية غريبة عن قطاع التعليم قادمة من مجال المال والأعمال لكن بفعل انحطاط السياسة وبمنطق خارج المعايير المعتادة أصبح المال يصول ويجول في جل مناحي الحياة يبحث بشكل جهنمي وخرافي على الربح ولو على حساب القيم والأخلاق .لكن المؤكد أنه لايبحث عن التأهيل والإصلاح لقطاع لايخرج من مطب إلى ليسقط في آخر قدره هكذا ان يصبح حقلا للتجارب و مجالا لتصفية الحسابات السياسية مع خصوم مفترضين للأسف الشديد على حساب قضية وطنية .المتعارف عليه كمؤسسة تشكل اولوية وطنية ووسيطا اجتماعيا يدافع عن المواطنين من خلال التوعية والتأطير . لقد حولوها في النهاية إلى محميات حزبية يتم تفويتها للموالين على حساب الكفاءة والنجاعة .