إدريس المغلشي
حين يخونك الخطاب في مرافعة ينطق فيها لسانك بخلاف مافي الواقع فتلك سقطة أخلاقية وفضيحة مدوية.اجتمع فيها الإستعجال والإرتجال فاختل التوازن وضعفت الحجة و الإستدلال.من ملامح الإفلاس غياب الإحساس بالناس والقرب من مشاكلهم ونبضهم اليومي الذي لايخفى على أحد . تكالبت على واقعنا كثير من العوامل لم ترحم معيشنا اليومي وقدرتنا الشرائية وهي تسحق بقدمها طبقات لتعمق الفوارق. وتنسف آمال وتعدم فرص على أيدي لاتؤمن بالصعوبات التي نعيشها في كل دقيقة وساعة .ماداموا قد اغتنوا على حساب طبقة فقيرة معدمة .
في لحظة الحقيقة تغيب الجراة والصراحة وتحتل مكانها الوقاحة و”تخراج العينين ” كم هو مستفز ان تجتمع كثير من الردود بين التقريع والتجريح وهي تعيدنا لتصريح غير مسؤول حين قال “مول الشكارة ” سنعيد التربية للمغاربة وهي كلمة ليست زلة لسان ولاكلام عابر بل كثير من الأحداث والقرارات جاءت مجسدة لها. لتفضح التعالي الفج وتطرح أسئلة مهمة ومحورية من قبيل ،من كان ينتظر من تقنوقراط سقط بالمظلة على حزب إداري بعيدا كل البعد عن الفعل المؤسساتي والديمقراطية ليجسد موقفا يصطف لجانب الشعب في تدبيرهذه الإشكالات العميقة بحس وطني مسؤول؟ لماذا فقد الخطاب السياسي حسه الإستباقي الواعي والمسؤول من أجل التجاوب مع انتظارات الشعب وليجيب بكل شجاعة عن أسئلته الآنية والإستعجالية ويكشف حقيقة واقعنا التدبيري بكل موضوعية ؟
ماصرح به الناطق بايتاس كجواب على غلاء المحروقات ضدا على القدرة الشرائيةنعتبره أمرا غاية في الغرابةوصادم بكل المقاييس .كيف يفصل السيد الوزير بين المهنيين واصحاب السيارات في المعالجة التي تبدو فارغة من كل إبداع وتعتبر هروبا من القرارات التي قدمتها بعض المعارضة من قبيل تسقيف الأسعاروإيقاف جشع المضاربات في السوق والمساهمة في تخفيض السومة من خلال التنازل عن قسط من الأرباح مادام تفعيل أدوار مجلس المنافسة بقيت معطلة ومعلقة منذ ان اتخذ القرار المشؤوم بتحرير قطاع المحروقات.والذي أثبث فشله وفند ادعاءات دعاة الإصلاح المزعوم ، وهم لازالوا يدافعون عنه بشكل فج غير مقبول .
لايخرج تصريح رئيس الحكومة في هذا السياق عن سابقه فقد جاء فيه من اللغو والحشو في الكلام مالايطاق و بدون فائدة. بعيدا كل البعد عن التصاريح المسؤولة التي تقدم أجوبة عملية ومقاربات تشفي غليل الباحثين عن البدائل . البوليميك السياسي الفارغ لن يجد نفعا لأن حصيلة النقاش أظهرت أن مخرجات اللقاء جاءت مخيبة للآمال .ولاتستشعر حساسية المرحلة وقد أظهرت أننا غير قادرين على تأمين الإقتصاد وتمنيعه من عوامل وتداعيات داخلية وخارجية لأن القابضين بمفاصله يستفيدون من الأزمة من خلال مراكمة الأرباح على حساب معاناة الباقي .
الصورة مهما اختلفت مكوناتها في المشهد فهي تؤدي نفس الدور لتصل إلى نفس النتيجة .لم نعد نعاين التفاهة تقتحم البيوت بشكل استفزازي ضدا على ارادة الشعب وفي اوقات الذروة والذي من حقه ان يدافع عن مرافقه العمومية باعتباره الممون الوحيد عشنا وشفناان بعض أشباه الفنانين لايخرجون عن دائرة اشباه السياسيين .ليصفوا الشعب بأقبح النعوت همزا ولمزا بل ويمارسوا عليه الوصاية بالقول من لاتعجبه برامجنا ماعليه إلا اغلاق التلفاز . هكذا ردت علينا أقريو ودرابيل في تحدي سافر لايراعي مشاعر المغاربة،تصريحات غير مسؤولة تفضح النفسية المهزوزة للمتاجرين ببضاعة منتهية الصلاحية يسمونها زورا فنا وهي بعيدة كل البعد عنه .فعلا نحن في زمن التفاهة والرداءة والتراجعات بامتياز . فبعدما هجرت سياستكم الفاشلة الشباب هاهي العائلات تمارس الهجرة عن طريق الفرجة لبرامج هادفة بدول أخرى .أصبحنا نتلقى التهديد اللفظي والهاكا في سبات عميق مادامت أعينها غائبة عن رقابة أعمال تافهة بدون هدف ولارسالة،النتيجة الحتمية التي نعيش فصولها اللحظة الراهنة ان المخزن بعدما طوع الأحزاب لتتخلى عن أدوارها هاهي لوبيات الإقتصاد تنسف كل الأبعاد الإنسانية والثقافية للفن لتجعله مجرد بضاعة بلاروح ولاهدف وكلتا الحالتين وجهان لعملة واحدة لايختلف فيها أشباه السياسين عن أشباه الفنانين .