إدريس المغلشي
كان صاحبي وهو يحاورني كلما أحس بتدني مستوى النقاش يقول ضاحكا:”صغارت الوقت”وهو يعني بذلك هبوط المستوى لأدنى درجاته .وضعية تحتم عليك تبني إحدي الأمرين لاثالث لهما ، إما دفع السبب للمغادرة او تغادر أنت فلا يمكن البقاء في نفس المكان فهو مضيعة للوقت.مانعيشه اللحظة سياسيا يشبه لحد بعيد حالة صاحبي ،لكننا لسنا امام الأمرين. بعدما أطل علينا مجموعة من البراهيش من مواقع مختلفة ويبدو أنها حملة عامة تستهدف المجتمع وقيمه المثلى كما تعمل جادة على تسفيه كل محاولة التغيير .بشكل حثيث يسعون لإبقاء الوضع على ماهو عليه مادامت اطراف كثيرة مستفيدة منه .
لفظة البراهيش توحي برعونة في التصرف من خلال عدم تقدير المسؤولية فهي مفردة ليس لها ارتباط مباشر بالسن كما يعتقد البعض بل قد نجد اناسا متقدمين في السن سلوكاتهم لاتناسب اعمارهم وبالتالي تسقط قيمة الفرد بالقياس لسنه وتجربته فيسمى برهوشا.هناك عينة من الأشخاص المعروفين على الأقل بانتمائهم لأحزاب معينة وكممثلين لها يظهرون في مناسبات لهم تصريحات لاعلاقة لها بالواقع وتوضح أننا في زمن التردي وغياب الكاريزما.
من مظاهر الإفلاس السياسي الراهن غياب معارضة قوية قادرة على بناء موقف ضد الهجمة الشرسة التي تستهدف القدرة الشرائية وفي انعدام تدخل قادر على تقليل الخسائر وايقاف النزيف مع وجود وعود تبخرت مع نهاية الشهر الفضيل ولم نشهد لا إجراءات ملموسة ولا أفعال .وفي ظل ساحة بها جمعيات يتيمة تناضل لوحدهادون دعم ولاسند. صورةلاتبعث على التفاؤل ولا تفضي للتغيير .شجعت على ظهور بعض البراهيش ليطلوا علينا من مواقع مختلفة. فبيتاس في خطبه المصونة تحتاج معها” لديكودور” لتفك شفرتها من اجل فهم مايريد قوله رغم انه في الحقيقة ليس لديه مايقدمه فلاجديد تحت الشمس .اما رئيس شبيبة حزب الحكومة الذي ركب عنتريته محاولا الدفاع عن ولي نعمته فبدا أمامنا كمتدرب سياسي ارعن لايقدر الكلام الذي يقول وهو يطلقه على عواهنه بلاضابط ولا منطق . ساقف معه على ثلاث ملاحظات هامة تكفي لدحض كثير من ترهاته.
رغم علمي بان الحزب صنيع الادارة والمخزن ولا امتداد له شعبي يستطيع ان يستمد منه قوته وشرعيته. فقد سقط البرهوش السياسي في لفظةليس بمعناها المتعارف عليها بل بالمنطق السياسي. نتساءل بعد تصريحكم الصادم، كيف يكون وزير فلاحة ورئيس حكومة الحالي مع حزب العدالة والتنميةفي علاقة تسري (concubinage) كما اعترفت أمام الصحفي وبه تكون تقر بخديعتك للمواطن المغربي وهو نفاق سياسي صريح يقتضي سحب الثقة من حزب تخلى عن التزامه الأخلاقي.ولم نسجل له مرة واحدة معارضة صريحة بناءة تدفع في اتجاه تطوير الآداء أو النقاش او الإنسحاب . الأمر الثاني تدافع عن نجاح المخطط الأخضريعيش الآن وضعية كارثية حيث لم يحقق فيها المغرب اكتفاءه الذاتي ولم يتحرر من تبعيته لاقتصادات خارجية .فعلا الأمر يثير الاستغراب والشفقة في نفس الآن .الثالث التعاقد مع الشعب يقتضي احترام اولويات في مطالبه ويبدو ان القيادي الشبابي يقول للمغاربة جميعا نحن اوصياء عليكم ونجيد التفكير في مستقبلكم فلاتخلطوا بين المطالب ذات الأولوية والثانوية نحن اعرف بمصلحتكم منكم . وبالتالي تشردوا لا استقرار لكم الآن ..! حتى نؤهل الصحة والتعليم وغيرها من القطاع دون تحديد أجل لهذه المشاريع ولا ضمانات.
جوعواحد الإفقار فان لم تصبكم نتيجة فمصيركم الدمار . قبح الله ساسة هذا الزمان بعدما اصبحوا البراهيش يتعلمون “لحسانة فروس ليتامة “.