نور الدين عقاني
ما معنى أن ترتبط الزيادات في المواد الغذائية بانتظام عند كل موعد حاسم في كل سنة؟
الجميع منذ شعبان الأخير اكتوى و لا زال بارتفاع مهول في أسعار العديد من البضائع : خضر و فواكه، مواد بقالة، أثاث و تجهيز، عقاقير، ملابس، أدوية، أضاحي العيد، مواد بناء و صباغة و خشب…
لماذا وبالضبط تم الضغط على الزناد في هذه الفترة الحساسة و الحاسمة ؟
هناك حملة انتخابات أتت بعد عيد الأضحى و بعد عاشوراء ستسدد فواتيرها من جيوب البسطاء كالعادة و هناك دخول مدرسي على الأبواب ينتظره تجار المرحلة بفارغ الصبر للإجهاز على البقية الباقية مما توفره العائلات المعوزة لهكذا مناسبات.
كتاجر مواد بقالة معتزل كنت ألاحظ أن عدة زيادات كانت ولا تزال تطال المغاربة عندما نستضيف مهرجانات كبرى ببلادنا أو ننظم تظاهرات ضخمة أو عندما تحل مناسبات رمضان و عيد الأضحى و موسم الدخول المدرسي أو عند حلول العطلة الصيفية و وفود الجالية المغربية بالخارج…
و ما كنت ألاحظه أيضا هو عودة الأثمنة تدريجيا بعد مرور شهر تقريبا أو يزيد و رويدا رويدا إلى أن يستقر مؤشرها في مكانه الأول.هذا يجعلنا نفهم أن الخصاص أو الحاجة قد سدت بطريقة غير مباشرة من جيوب الكادحين و المقهورين.
حكومتنا المغضوب عليها برهنت بالملموس أنها ليست صديقة للمواطن في سنتي الجائحة العالمية؟ ففي وقت كنا نسمع ونرى و يحكى لنا أن حكومات دول أوروبية و غيرها أغدقت على رعاياها العاملين و غير العاملين بالمال و المؤونة و الأدوية و ضروريات العيش نجد في المقابل الحكومة الملتحية تتفنن في التضييق الممنهج على معيشة الدراويش و المغلوبين بالرفع الدوري في فواتير الماء و الكهرباء و رسوم بعض الوثائق المطلوبة للخدمة و الزيادة في كل ما يرتبط بضروريات الحياة الكريمة.
حكومة غير مأسوف عليها لا هي صانت لمن وثق فيها و صوت عليها دينه و معتقده و لا هي يسرت دنياه و معيشته، أي لا دين لا دنيا.
ما هكذا نتمسح بالدين و العقيدة يا أزلام مسيلمة الكذاب لقضاء مآرب زائلة و عرض دنيا سيتبخر. فالعاقبة لمن اتقى يا من تشبه بعلماء الدين ، الذين رموا بسرعة بعباءات الورع و التقوى للريح طمعا بالكراسي و المناصب الفانية و لبسوا بسرعة بدل و ياقات علماء الحل و العقد الملحدين.
لكم مني يا أراجوزات و كراكيز كل دعوات الويل و الثبور إلى يوم الدين و الخزي و العار حتى لمن صوت عليكم واعيا أو غير واع.
الولاء لله وحده و الطاعة للملك و لأولي الأمر كلهم من دون الذئاب تحت الثياب.