محمد نجيب كومينة
اغبى رئيس دولة في العالم استجدى زيارة للبرتغال على وجه الاستعجال وارادها “زيارة دولة”، و كان هدفه الاول والوحيد هو محاولة رشوة دولة اوروبية، عضو في الاتحاد الاوروبي، بغرض التشويش على العلاقات البرتغالية المغربية التي تعرف تطورا واضحا تم دعمها بعد الاعلان عن الترشيح المشترك بين المغرب وشبه الجزيرة الايبرية لا حتضان كاس العالم 2030 والزيارة الاخيرة لرئيس الحكومة المغربي للشبونة.
فلربما اعتقد جنيرالات الجزائر ان البرتغال، ذات التاريخ العريق، هي مستعمرتها السابقة موزامبيق، وانه بالامكان شراء دمم مسؤوليها بالاغراءات والرشاوي و لذلك بعثوا بالرئيس الثرثار والغبي عله يحقق اختراقا، غير ان ماحصل تحول الى كارثة ديبلوماسية، اذ تصرفت الدولة البرتغالية الواعية باهداف الزيارة المستجداة، فلم تستقبله وفق الاجراءات البروتوكولية لاستقبال الرؤساء. ذلك انه لم يستقبل لا من طرف رئيس الدولة ولا من طرف الوزير الاول ولا حتى من طرف وزير الخارجية، وكان اكبر مستقبليه درجة من الناحية البروتوكولية هو سفير الجزائر بلشبونة، ولم ينظم الرئيس البرتغالي لا حفل غذاء ولا حفل عشاء، لان الزيارة لم تكن مبرمجة من قبل في ميزانية الدولة والرئيس في البرتغال الديمقراطية لا يتصرف وفق هواه و لا يصرف كما يشاء، و لا يتحكم فيه العسكر بكل تاكيد مند سقوط دكتاتورية سالازار العسكرية. وفوق ذلك، فقد كان تحرك الجالية الجزائرية الصغيرة في لشبونة كافيا لتنبيه البرتغاليين الى من هو تبون؟ و كيف هو النظام الجزائري الذي لا يختلف في شئ عن النظام العسكري الدكتاتوري لسالازار الذي تطارده لعنة التاريخ ولعنات البرتغاليين الى اليوم.
ومادامت الامور بخواتمها، فانه يمكن القول ان تحريك تبون نحو البرتغال، بعد منعه من حضور القمة العربية في السعودية، لم يحقق اي غاية من الغايات التي تم من اجلها، فلا هو غير الموقف البرتغالي المعبر عنه من طرف الدولة البرتغالية مؤخرا و الداعم للحل التفاوضي برعاية الامم المتحدة والمنوه بجدية ومصداقية مشروع الحكم الذاتي المقدم من طرف المغرب و لا هو غير شيئا من التحالف المغربي الايبيري لتنظيم كاس العالم 2030، ولا يمكن له بالتاكيد تغيير المعطيات القائمة على الارض فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والمبادلات التجارية بين المغرب والبرتغال، اذ يعتبر المغرب شريكا اساسيا للجارة الايبرية.
لقد كان تبون الخاسر الاكبر من هذه الزيارة المفتعلة والمرتجلة والفاشلة، و هناك من دفعوه لاقترافها بالجزائر بالتاكيد حتى يقنعوا اصحاب عمي تبون بانه فاشل و لا يصلح لولاية ثانية، المغرب لم يخسر شيئا ايها الاغبياء، وربما ربح شيئا مهما يتمثل في اكتشاف المسؤولين البرتغاليين لمن يجكمون في جوارنا ولمرضهم بالمغرب الذي يعمي بصيرتهم وبصرهم.