حين تتملكك مهمة شقية مشاكسة ،ويراودك سحر لايقاوم يدفعك لتطرح بدواخلك كثير من الاسئلة فتقول باعلى صوت
ماذا انت فاعل ؟ فيتكرر بشكل مقلق دون ان يتوقف او اجد له منتهى . انها سلسلة من المناوشات ماان تكمل حلقة واحدة حتي تبدا الاخرى ،هكذا دواليك ،وتستمر الحياة ،فتاسرك الكتابة ، و يستبدبك هوسها فيدفعك لكي تنفرد بخطوط سطرتها مترجمة لوقائع واحداث فتغادر امكنة دافئة. رغما عنك حين تاتي عناوين لوحدها تكفي لتفكك معانيها الى مقالات لاتنته فتاخذك بعيدا منفردا لوحدك لتغازلها فتجدها تبادلك انسيابا لايتوقف.
ذات مرة ردت زميلة ونحن نناقش قضايا مختلفة في تفاعل ان العناوين لوحدها تكفي فباغثتني تسالتني عن ظروفها وكيف تاتي بذاك الرونق مرفوقة بدلالة وعمق ؟
فاجبتها باستفهام مماثل هي لوحدها تاتي لاتخبرني بميعاد ،هي وحدها تاتي لتبادلك وفاء على قدر اخلاصك. لكن يبقى سؤال الكتابة الملح.
الى اين تقودك تلك الرحاب الفيحاء التي كلما دققت في تفاصيلها ولاحظت عبورها الا وتكرر على مسامعك في كثير من المرات على شكل صدى يشبه لحد بعيد نوعا من المناجاة .ما مصير مسار عشق الكتابة و الى اين ؟
حين نمارس على الاقل شغب الكتابة لنسجل موقفا تطلبه اللحظة. نلعن سياسة الفراغ كما ندين الانسحاب من الساحة او التواطؤ عليها .
قلت في كثير من المرات ليس دوري ان ابيع الكلام مجاملة لاحد ،ولست ممن يجيدونه. ليس بالسهل ان تكون وفيا لخط تحريري واضح المعالم انت من اسس معالمه ،وان تصطف لجانب من تؤمن بقضاياهم دون ان تنتظر مقابل او رد اصلا ،تعرف جيدا انك وضعت منهجا على الاخر ان يقتنع به والا تردك او تصرفك عنه تهديدات من هنا او ابتزاز من هناك ،كما لايمكن ان تغتر بمديح او اطراء عابر في الطريق ،صحيح بعض الملاحظات الوجيهة تسندك وتشحن همتك لمواصلة الطريق . لاتستفزك عيون متلصصة تنتظر سقوطك لانه يزعجها تميزك ان شئنا القول. ولا كلمات لم تطلع على مدى المعاناة والجهد المبذول وتكسر قاعدة التحدي الساخر المغلف بالتهكم وان تستمر بطول نفس وبايقاع على نفس الطريقة والمنوال تطرق كل الابواب الموصدة وتطرح كل الاشكالات العميقة والاسئلة المقلقة وفي بعض الاحيان الحرجة. كلما هممت بالكتابة ينتابني سؤال يحاصرني :
متى نزرع الامل في نفوس محبطة ؟
لماذا تلازمنا هذه الصيغة اليائسة والمحبطة من الكتابة ؟
اضم هذه الاسئلة لموقف داخلي يعلن عن نفسه متى توارت الكلمات متذمرة من تراجع او تخاذل لتقول :
أستمر على نفس الاسلوب في فضح هذه الصور لابقى في صف الالتزام فالمطبلون كثر ، انهم يصنعون من صور الفشل والهزيمة انتصارا وانجازا ولن تسعفهم لا الكلمات ولا المعاني لتقول ماتدحضه الحقائق والوقائع. فرجعت لصوابي على التو واعتبرت هذا النوع من الحوار وشوشة شك ونزغات تسربت لتهز كياني اتجاه قضايا اعتبر تسجيل موقف فيها ومنها مسالة حياة او موت ، وكثير من المرات اقول مع نفسي :
ان يجدوك في موقف الدفاع عن قضايا مبدئية مهما كلف الامر افضل من وجودك في صف المطبلين الذين يخشون التداول في مواضيع بكلمات صادقة وموضوعية بعيدا عن المجاملة وتزوير الحقائق وهو التعبير الحقيقي عن الانتماء لهذا الوطن.
اثرت ان اؤطر هذا المقال بهذه المقدمة وهذه الكلمات لاحسم صورة لدي البعض من متابعي الصفحة وهم يقدمون ملاحظات ونصائح وبكل تواضع مواقفي في ساحة النضال لايمكن ان توازيها الا كلمات من هذا القبيل او ساكون مجبرا لاغلاق هذه الصفحة بشكل نهائي والى الابد .
ذ ادريس المغلشي