آخر الأخبار

ساحة جامع الفنا بعيون روادها

1 ـ مولاي عبد القادر من مواليد 1937 ماسح الأحذية بساحة جامع الفنا: شهدت مدينة مراكش تغييرا كبيرا، فقد غابت روحانية المدينة وأضحت سياحية بشكل كبير لا أرى أي مشكل في هذا التغيير يمكن أن يعود على المدينة بالنفع  شريطة توفر ظروف الأمن والسلامة ومحاربة بعض الظواهر التي انتشرت بالمدينة كالتسكع وملاحقة الأجانب ومضايقتهم من طرف شبان وصغار يثيرون الفوضى بمختلف أحياء المدينة، تعدد مظاهر الجريمة خصوصا السرقة بالعنف و المواجهات بالسلاح الأبيض مما يخلف العديد من الضحايا وهي أمور لم نعتدها بهذه المدينة التي تلقب بالبهجة.

2 ـ السي أحمد 63 سنة حلايقي: كنت أزور مدينة مراكش منذ أزيد من أربعين سنة لأمارس هذه الحرفة ( الألعاب السحرية ) لكنني سحرت بالمدينة فقررت الاستقرار بها منذ حوالي عقد من الزمن والتي تطورت بشكل كبير حيث غاب التراث عن المدينة وحل مكانه الاستهلاك بشكل كبير تعتمد المدينة على السياحة بقوة وهذا يتضح من خلال ساحة جامع الفنا حيث سيطرة المحلات التجارية وباعة المأكولات وانكماش حلقات الفرجة كتراث شفوي عالمي،أحياء المدينة ودروبها تحسنت بشكل كبير لكنها فقدت حميميتها استقرار الجانب بأحياء المدينة العتيقة جعلها تشهد تغييرا في بنيتها التحتية وطرقاتها مع حضور الأمن دون أن يحد من مظاهر الجريمة،ساحة جامع الفنا تأثرت كثيرا منذ انتقال المحطة الطريقية وكذلك الطاكسيات، انتشرت بالساحة العديد من الحلقات لا تقدم سوى الفوضى وتضايق الحلقات التي ترسخت في الساحة.

3 ـ السي علال 62 سنة بائع الماء ( كراب ): ازدهرت مدينة مراكش كثيرا وتغيرت معالم الساحة التي كانت تشبه سوقا قرويا حيث انتشار أكواخ من القصب والقش ( دراكات ) كما اندثرت بعد ذلك الدكاكين ( البراكات ) الخشبية، جامع الفنا سوق عالمي يتحرك مطاعم على الهواء الطلق تستقبل العديد من الزوار، اندثرت أغلب سقايات المدينة مما أثر على حرفة ( تاكرابت ) وتحولنا إلى ديكور أو أكسسوارات الساحة التي تبتلع كل من يزورها وترتبه ضمن فضاءها العجائبي سواء كان زائرا أو من روادها، الكل ينضبط لقواعد الساحة غير المكتوبة وهي صورة مصغرة للمدينة العتيقة بدروبها و أزقتها الملتوية التي تسحر الأجانب حيث منهم من قرر الاستقرار بها في يفضل البعض الاخر قضاء إجازته بها عوض الفنادق المصنفة، أما ظروف اليش بالمدينة فهي متوازنة هناك من يتغذى ب5 دراهم والبعض يؤدي 500 لتناول وجبة الغذاء إنها مدينة مراكش موطن الكل والحمد لله.

4 ـ عبد الرحمان ( 45 سنة ) بائع عصير الليمون: مراكش مدينة عالمية

قبلة سياحية بامتياز، تغيرت المدينة كثيرا،وصار الحضور الأمني قويا، اختلاط الأجانب بالمراكشيين عاد على المدينة بالنفع الكبير حيث تم تبليط الأزقة وتغيرت قنوات التطهير السائل والماء الصالح للشرب كما يحاول عمال النظافة جاهدين الحفاظ على رونق المدينة رغم تاثير الهجرة القروية على النسيج العمراني للمدينة تحولت العديد من الفنادق التي كانت مخصصة للدواب إلى مساكن أو ( كاريانات ) إن صح التعبير ، مما يخلف العديد من الكوارث،الاستقرار بالمدينة العتيقة يشبه السكن بمنزل واحد مع العديد من الجيران حيث تشابه الأزقة واقتراب بعضها البعض ازدحام المدينة العتيقة يضفي عليها حميمية قوية تظل مفتقدة خارج أسوارها، أما ساحة جامع الفنا فهي مصدر رزقنا ارتبطنا بها بشكل حميمي و لا يمكنني الغياب عنها في أية لحظة تأثرت الساحة بغياب وسائل النقل وتحولت إلى ساحة للراجلين في محاولة لتنظيمها لكنها ازدادت فوضى  ومع ذلك فهي ساحرة.

5 ـ أحمد الفهري 65 سنة منشط رئيس فرقة الحوزي بساحة جامع الفنا: منذ أزيد من 40 سنة وأنا أعمل بساحة جامع الفنا الحديث عن مراكش يقتضي تحديد المجال هل المدينة العتيقة أم خارج الأسوار حيث تحولت العديد من الحقول الخضراء إلى تجزئات سكنية افتقدت معها المدينة لقبها ( وريدة بين النخيل ) المدينة العتيقة ورغم تغيير البنية التحتية لا زالت تئن تحت وطأة الإهمال و لازالت الأسواق العشوائية وانتشار الباعة المتجولين كما تعددت مظاهر الإجرام والانحراف خصوصا لدى الشباب العاطل كنا نقضي الليل فس ساحة جامع الفنا بجوار الحافلات أوتحتها أما الآن ف( حضي راسك …) ، استقرار الجانب بالمدينة العتيقة ساهم نسبيا في تحسن بعض الخدمات، لكن منازل الأجانب بالمدينة العتيقة تبقى في منأى عن أية مسائلة قانونية إلى أن يفتضح أمرها خراج المغرب كما حدث مؤخرا بأحد رياض الأجانب( الله يستر ) تعرف مراكش خلال نهاية الأسبوع رواجا اقتصاديا يتضح من خلال ساحة جامع الفنا فهي مقياس المدينة ليسود الركود باقي أيام الأسبوع.

6 ـ ربيعة الحجامي ( 36 سنة ) نقاشة: أنا من أصول صحراوية قدمت إلى مراكش من أجل الزيارة فقط لكن ( رجال البلاد قبضوني ) تزوجت وأنجبت أطفالا بمراكش، حرفة الحناء ازدهرت كثيرا وتعرف إقبالا كبيرا خصوصا من طرف السياح الأجانب وكذلك سكان المدينة  ( مراكش ولافة وناسها خيرين) لم أجد أية صعوبة في التأقلم معهم، حينما قررت الاشتغال بالساحة نصحني العديد من الأصدقاء بالابتعاد عنها بدعوى تعدد مظاهر الإجرام بها لكنني فوجئت برحابة وسعة صدر رواد الساحة وبالتنظيم الذي تعرفه، هناك تفاهم كبير بينهم ناذرا ما تحدث مناوشات سرعان ما يتدخل ذوي النيات الحسنة للصلح، تأسست العديد من الجمعيات بالساحة رغبة في تطويرها والاعتناء بروادها تبقى الكرة في يد المسؤولين للنهوض بهذه الساحة العالمية فهي القلب النابض لمدينة مراكش ككل .

7 ـ أوتكرين السعيد ( 55 سنة ) عشاب من الأقاليم الجنوبية: قضيت بالساحة حوالي 36 سنة، تغيرت مدينة مراكش كثيرا في اتجاه الأفضل سواء من حيث الخدمات الاجتماعية والبنية التحتية، شهدت الساحة ترتيبا خاصا رغم فقدان الحلقات التي تنشطها مقابل الاهتمام بالتجارة والخدمات الأخرى، ورغم ذلك الحمد لله فالبهجة منورة وساحة جامع الفنا بخير الكل مرتاح لعمله بها سواء كان حلايقيا أو تاجرا ، مدينة مراكش العتيقة لازالت تحافظ على هدوءها المفتقد خارج الأسوار حيث ضجيج وسائل النقل وازدحام الطرقات أجد صعوبة للتنقل خارج المدينة العتيقة عكس داخل السور حيث الهدوء المرجو الاحتفاظ عليه و تأمينه والفاهم يفهم.

8 ـ أحمد ( 45 سنة ) سائق كوتشي :اشتغل بهذه الحرفة منذ عشر سنوات بمدينة مراكش و التي عرفت تطورا ت كثيرا سواء من الناحية العمرانية أو البشرية  أعتبر بعضها إيجابي لكن هناك أمور سلبية في نظري، فقد تعددت مظاهر الانحلال الخلقي وكثرت السرقات وهذا شيء طبيعي نظرا للهجرة القروية من جهة واستقرار بعض الأجانب الذين لا يحترمون تقاليد المدينة وظروف عيشها من جهة أخرى. مهنة الكوتشي بقيت على حالها ( نحن مستورين ولله الحمد )، لا بد من الإشارة إلى فقدان مدينة مراكش لتلك  الروحانية التي كانت تميزها، في الوقت الذي طغت الجانب الاستهلاكي.

9 ـ أبو بكر حجاج ( 44 سنة ) مرشد سياحي منذ حوالي 21 سنة وأنا أشتغل بهذه المهنة التي ترتبط بالمدينة ومعالمها،العديد من السياح يشهدون بالتغيير الذي طرأ على المدينة وبخصوص ساحة جامع الفنا فقد فقدت فرجتها وأضحت أكثر سياحية واعتراها نوع من الفوضى كان المراكشيون يترددون عن الساحة للتمتع ببعض حلقات الحكواتيين وصناع الفرجة، الان يخجل المرء من المرور وسط الساحة نظرا لتفشي ظواهر مخلة للحياء بها.

المدينة العتيقة حافظت على هدوئها في المقابل الأحياء الأخرى كجيليز و الحي المحمدي وغيرها من الأحياء الجديدة تعرف ضوضاء لا يحتمل لهذه الأسباب يفضل الأجانب الاستقرار بالمدينة بل هناك بعض السياح يقصدون المدينة العتيقة لقضاء العطلة و لا يغادرونها سوى إلى مطار المنارة للسفر.