يبقى الغناء هو السمة الغالبة على ساحة جامع الفنا وينتمي لعدة جهات من المغرب باختلاف لهجاته وعاداته وآلاته ومن بين الأنواع الغنائية التي شدت الزائر للساحة قديما الملحون بواسطة المرحوم السكوري وأولاده،الحاج عبد السلام،عمر ولد الطالب الشيخ بأمر سيدي كما يغني الملحون كذلك بعض المداحين اعتمادا على الكنبري أو الدف ومنهم:مولاي أحمد الفطن،السي عمر والسي إبراهيم الضريرين.
وهناك الطرب العربي الفلكلوري ويتمثل في الحوزي، المخاليف،المصابيح والحمادة ومن أم الأجواق فرقة ابن حمامة الرحماني والتي تتكون من 15 فردا بين عازف على الكمان وضارب على الطعريجة أو البندير وقد تميزت هذه الحلقة لجدبها لكثير من عشاق الحوزي وتفننت في الميزان والواد وفي غياب المرأة كان يتقمص أحد الرجال دورها وسموه زبيدة حيث كان يرتدي ملابس النساء.
الطرب العربي التراثي ويتمثل في الفرق التالية: عيساوة وقد اشتهروا بترويض الفاعي والثعابين وتتمتع الفرق بإقبال كبير خاصة من الأجانب الذين يفضلون أخذ صور والثاعلبين حول أعناقهم،هداوة ويتميزون بالضرب على الدعدوع ومرافقة الضرب بأمداح نبوية وخاصيتهم الأساسية اللباس المميز وتدخين الشيشا ( النرجيلة )،هوارة يلعبون ويرقصون في آن واحد يستعملون نوعا معبن من التعاريج يتميز بطوله وله رنة خاصة بالإضافة إلى طارة صغيرة ويتميز لعبهم بالخفة والرشاقة وسرعة الحركة. أقلال وهي فرقة تنتمي إلى الصحراء ويقوم لعبها على المسايفة تستعمل المزامير القصبية والدفوف وتتخللها رقصات بالسيوف ونغمة موسيقاها منتظمة ومكررة وبطيئة عكس بن حمامة وهوارة، أولاد سيدي رحال يقوم طربهم على نفس الأدوات والمزامير القصبية البنادير ويمزجون الرقص بالغناء وشرب الماء الساخن جدا يتميزون بوفرة شعرهم واستعمالهم للسكاكين ووضعها على جباههم و ألسنتهم.
الطرب التراثيى من أصل إفريقي ويتكون من صنفين:
كناوة عبيد الصحراء ويعرفون بالضرب على الطبل والقراقش ومزج ذلك بالقفزات البهلوانية المختلفة يلبسون شواشي مرصعة بالودع والصدف البحري ويعملون خلال النهار.
كناوة دردبة ويلعبونب القراقش والهجهوج ويمزجون الطرب بالأمداح في حق الجن وغيره:
آللا ميرة هاك الجاوي هاك البخور
سعدي بالوالي جاني عمامتو خضرا آ مولاي عبد القادر يا فارس الحضرة
ويتميزون بلباس يختلف حسب الأغنية والجن المهداة إليه ويعملون خلال الليل، الطرب البربري الأمازيغي التراثي ويتمثل في مجموعة من الفرق: الروايس ويعزفون على الرباب و الأوتار الكنبري والناقوس ويتميزون بلباسهم الخاص جدا وممن اشتهروا بجامع الفنا نذكر الشيخ أعراب، الشيخ الدمسيري،لولمسايل،بوغولاة.
خلال فترة الاستعمار عندما كان الخمر يباع عنوة اهتم به الغناء بالساحة وكان شيخ ضرير يجلس بالقرب من مقهى فرنسا ينشد :
سيد العربي شرابو ظريف من ذكالة عنبو خفيف
شربو لوصيف مع الشريف به قلل الله حيانا
من كان تاجر وافي عليه بكّعاد الكافي
يشرب الشراب العافي كّرانا مع شيبانا
في جواره ينشد مولاي العربي الأخضر ( اب التعريجة ):
مول القصول
بغيت نزور
شايل الله آ الغزواني
كما اهتمت ساحة جامع الفنا بالنكتة ولم تكن تخلو أية حلقة من حلقاتها من مستملحات تثير الضحك من الكلام نفسه أو من الحلايقي وهناك حلايقيا تخصصوا في التنكيت وقد كانت حلاقتهم تشهد إقبالا كبيرا لمدة طويلة.ومنهم محمد الكازي،برغوت،فلفلة،فاكس بوغورة بولمسايل محمد الصويري.