شكلت مدينة مراكش على مر العصور ملتقى لرجالات التصوف،حيث تحتضن تربتها العديد من الأولياء أو ما يعرف ب ” الصلاح ” يقول المثل الشعبي ” مراكش كل قدم بولي “،ويتضح التأثير العميق للتصوف بالمدينة سواء من خلال هندستها وشكل بناء أحياءها ( حوماتها ) أو من خلال ارتباط تلك التجمعات السكنية بالولي الشهير بالحومة أو الدفين بها، الأمر الذي يتضح في انتشار العديد من القباب والأضرحة في كل أرجاء المدينة العتيقة.
كانت الطرق الصوفية ممثلة بزاوية هذه الأخيرة لعبت أدوارا أساسية في حياة السكان على طول تاريخ المدينة باعتبارها مراكز علمية تربوية تنشر العلم وتعطى فيها ثقافة دينية وشعبية كما ترشد الناس إلى حسن السيرة والسلوك والتعامل، وهي مراكز اجتماعية للمساعدة والإطعام والإيواء والتوجيه ونوادي لتبادل الأخبار والمعلومات والتجارب ، و أحيانا للاستجمام والراحة.
و الرجال السبعة هم يوسف بن علي الصنهاجي ، وهو الوحيد من مواليد مراكش، لكن قبره خارج أسوارها، القاضي عياض، أو العباس السبتي اللذان قدما إلى المدينة من الأندلس عبر سبتة، محمد بن سليمان الجزولي وهو سوسي الأصل منطقة جزولة ضواحي تارودانت، عبد العزيز التباع أو الحرار ، الغزواني عبد الله الشهير ب ” مول القصور ” ثم الإمام السهيلي من الأندلس كذلك ، يجتمع هؤلاء الشيوخ في الزهد في الدنيا ،وسعيهم لأعمال الخير، وحفظهم للقرآن، ونشرهم للعلم، وانكبابهم على التأليف في الحديث والفقه والسيرة واللغة.
زيارة اضرحة سبعة رجال تتم صباح الجمعة ابتداء من سيدي يوسف بن علي، إلى القاضي عياض، و أبو العباس السبتي، فالجزولي، ومنه إلى التباع، وبعده مول القصور، لتنتهي الزيارة بالامام السهيلي.