إدريس المغلشي
في خضم لحظات الانتصار واجواء الفرحة التي سجلتها الرياضة والتي كما نعلم تقع تحت اشراف وزير التعليم ،كنا نأمل بنفس الحماس والنفس الإيجابي الذي سجلناه في مشاركتنا بقطر أن يطبع مجريات الحوار القطاعي للتعليم تفوق آخر . ليكون الانتصار مزدوجا والأهم منه انتصار منظومتنا التربوية كرهان كبير يأتي بعد وحدتنا التربوية.
ماعاشته جلسة الحوار القطاعي للتعليم بقاعة باب الرواح يوم الجمعة 02 دجنبر2022 بين الوزير والكتاب العامين للنقابات الخمس الأكثر تمثيلية للحسم في النقاط الخلافية والتي نعتقد أن اللجن التقنية افاضت في النقاش حولها من خلال تقريب وجهات النظر .وهو امر ليس بالسهل ومسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق الجميع لان لحظة الترقب والانتظار تحتم علينا جميعا إخراج منتج في مستوى اللحظة ليس استجابة لمطالب الشغيلة فقط بل في مستوى رهان الإصلاح.
الثباث على المبدأ والموقف والريادة ليست كلمة فحسب ولاشعارا يتم ترديده على مسامع الجميع بل عقيدة لكل من يؤمن بالتفوق وثقافة الانجاز والمثابرة لتأمينه وضمان استمراريته.هو سلوك متجذر يقتضي انضباطا تكتيكيا من اجل انتزاع مطالب مشروعة وفاء لثقة الشغيلة التعليمية . تفاجأ الجميع بانسحاب الجامعة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل ( UMT ) من اللقاء المنعقد اليوم بين الكتاب العامين للنقابات التعليمية الأكثر تمثيلية ووزير التربية الوطنية و التعليم الأولي و الرياضة .بعدما تبين ان العرض المقدم يؤشر لمعطى اساسي ان الوزارة غير جادة في استحضار المسؤولية المشتركة للحظة الراهنة من أجل الخروج بقرارات تستجيب لانتظارات الشغيلة .وترقى لطموحاتها ومطالبها بكل فئاتها التعليمية.
لقد حذر الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل يومه 29 نونبر2022 تحت قبة البرلمان ضمن فريق المشتشارين بالجلسة العامة لأسئلة الحوار الاجتماعي وهو يحمل عنوانا “من اجل تكريس العدالة الاجتماعية كآلية لتحقيق التنمية الإقتصادية” وامام رئيس الحكومة حيث ابرز ثلاث نقاط مهمة وكأنها رسائل موجهة للاجتماع القطاعي المرتقب بوزارة التربية الوطنية يوم 02/12/2022. الأولى : بعد ان كان التعليم حاملا للمشعل رائدا يحتذي به أصبح اليوم يعيش انحباسا .الثانية :التعامل باستخفاف مع المطالب العادلة والمشروعة لنساء ورجال التعليم .الثالثة: السعي لرهن الحوار القطاعي بالحوار المركزي كمشكل التقاعد.
فأذا كان موقف الجامعة الوطنية للتعليم الاتحاد المغربي للشغل منسجما مع مبادئه ومنطلقاته الفكرية وفاء لتعاقداته مع قواعده وواضحا امام غموض الوزارة لأجراة مطلبين كنموذج :الدرجة الممتازة والتي لم توضح آليات أجرأتها من خلال الكوطا وتأجيل التفعيل و بداية التنفيذ سنة 2024 وملف التقاعد الذي الحقته بالحوار المركزي دون اعتبار للحوار القطاعي وخصوصيته وهو الامر الذي حذر منه فريق المستشارين من قبل .
أمام هذه التراجعات والإنقلاب على اخلاقيات والتزام الحوار انسحبت الجامعة ولها من الجرأة ماتستطيع من خلاله الدفاع عن موقفها.لكن إسألوا من بقي يحاور بتلك الشروط المجحفة ماهي الأسباب والدواعي للبقاء وماموقع الالتزام الأخلاقي مع الشغيلة ؟
الجامعة الوطنية للتعليم ( UMT) تسجل حضورا متميزا وموقفها ترجمة حقيقة لثقة منخرطيها وكفاءة قيادتها .