ولدت سعيدة المنبهي سنة 1952 بمراكش، و توفيت يوم 11 دجنبر 1977 إثر إضراب عن الطعام بالسجن، نقلت منه في وضعية صحية جد حرجة لتفارق الحياة بمستشفى ابن رشد بالبيضاء تم سنة 1975 الحكم علي سعيدة و خمسة أعضاء من المنظمة بالسجن لمدة سبع سنوات بتهمة القيام بأنشطة مناهضة ومعادية للدولة . في السجن بالدار البيضاء ، دخلت سعيدة ورفاقه في إضراب عن الطعام وتوفيت في اليوم السادس والثلاثين من الإضراب.
” كلمات ليس ككل الكلمات، كلمات كتبت بدماء الأظافر حسب ما رواه رفيقها عبد اللطيف اللعبي، كلمات كتبت تحت نير العذاب، عذاب السجان القاسي، وعذاب الدخول في الاضراب عن الطعام، قد لا تعتبر سعيدة معركة الأمعاء الفارغة عذاب، لكن ما أنا متيقن منه أنها اعتبرته طريق نحو الشهادة، استشهاد سينير الدرب نحو مغرب لا صوت يعلو فوقه غير الصوت كداح الوطن والمضطهدين “.
رأت سعيدة المنبهي، الشهيدة الخالدة، النور بحي رياض الزيتون، بمدينة مراكش، الت شهادة الباكالوريا في ثانوية أبي العباس السبتي مراكش، سنة 1971، لتسافر بعد ذلك إلى العاصمة الرباط، لتتم دراستها الجامعية، ثم ستحصل بعد ذلك على إجازة في الدراسات الإنجليزية في كلية الآداب بجامعة محمد الخامس. لم تتأخر كثيرا حتى التحقت بالمركز الجهوي للتربية والتكوين بذات المدينة، فأصبحت أستاذة بالسلك الأول، تدرس اللغة الفرنسية بإعدادية الخوارزمي في الرباط.
عرفت بين رفاقها وهي مناضلة في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، قبل أن تلتحق بالاتحاد المغربي للشغل، ليستقر بها شغفها النضالي في الأخير، بمنظمة « إلى الأمام » ذات التوجه الماركسي لينيني.
يشار إلى أن سعيدة المنبهي أخت المناضل عزيز المنبهي، رئيس اللاتحاد الوطني لطلبة المغرب بعد مؤتمره الخامس العشر لسنة 1972، الذي بدوره اختطف سنة 1973 وعذب وسجن، قبل أن يفرج عنه بعد أربع سنوات، ليغادر المغرب ولم يعد إليه إلا سنة 1994.
بدايات انخراط المنبهي في العمل النضالي كانت في صفوف نقابة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، قبل أن تلتحق بمنظمة « إلى الأمام » التي حظرها النظام أنداك، مما جعل العمل السري طريقها للوصول للجماهير والتواصل معهم.
طريق النضال السري قاد جل نشطائها إلى المعتقل السري درب مولاي الشريف بالدار البيضاء، سعيدة المنبهي كانت واحدة من بين المختطفين، بمعية ثلاث مناضلات بالمنظمة، “اختطفن” يوم 16 يناير 1976، وتمت قيادتهن إلى درب مولاي الشريف، ثم مكثن هناك لثلاثة أشهر حسب بعض الشهادات، تعرضن خلالها لأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي، ثم نقلن بعد ذلك إلى السجن المدني بالدار البيضاء.
حُكم على سعيدة المنبهي بخمس سنوات حبسا نافذة بتهمة الضلوع في أنشطة معادية للدولة، إضافة إلى سنتين بتهمة الإساءة للقضاء الجالس. أثناء محاكمتها، لم تتوان عن الدفاع عن حق تقرير المصير، كما أدانت الوضع المأساوي للمرأة في المغرب.
بعد مجموعة من “المعارك النضالية”، خرجت منها سالمة، دخلت سعيدة المنبهي مع رفاقها في إضراب غير محدود عن الطعام، في 8 نونبر 1977، وذلك للاعتراف بهم كمعتقلين سياسيين وأيضا لتحسين ظروف سجنهم وفك العزلة عنهم.
هذا الإضراب بلغ جهد جسد سعيدة المنبهي فيه، 34 يوما، وبعد ذلك لم يعد قادرا على التحمل أكثر، فنقلت إلى مستشفى ابن رشد في الدار البيضاء في 11 دجنبر 1977. كان اليوم يتزامن مع عيد الأضحى، وبسبب الإهمال، انسل الموت إلى سعيدة المنبهي، لتفارق الحياة في عمر الزهور، عن سن 25 ربيعا.