وقع الأبطال المغاربة في رياضات التايكواندو والكراطي والملاكمة وألعاب القوى سنة 2018 على حضور تاريخي خلال دورة الألعاب الأولمبية للشباب، التي احتضنتها العاصمة الأرجنتينية بوينوس أيريس شهر أكتوبر الماضي، بعد أن تمكنوا من العودة لأرض الوطن بسبع ميداليات، في إنجاز غير مسبوق في تاريخ المشاركة المغربية في هذه الألعاب.
ولأن الأبطال المغاربة أرادوا لها أن تكون مشاركة استثنائية في الحدث الرياضي الأبرز للشباب على مستوى العالم، فقد كان للمعدن النفيس نصيب من الميداليات التي زينت صدورهم، بفضل البطلة الواعدة فاطمة الزهراء أبو فارس، التي كانت بحجم الآمال والانتظارات التي عقدت عليها، عندما انتزعت الميدالية الذهبية في وزن أزيد من 63 كلغ في رياضة التايكواندو.
ابنة الفقيه بن صالح أثبتت تفوقها، وأحقيتها بنيل الميدالية الذهبية، بعد هزمها في المباراة النهائية لممارسة تنتمي لإحدى المدارس المشهود لها بتجربة كبيرة في المواعيد الدولية لرياضة التايكواندو، وهي المدرسة الايرانية، حيث كان لأبو فارس الكلمة الأخيرة في الجولة الفاصلة أمام حيماتي كيميا بعد انتهاء الجولات الثلاث بالتعادل، لتهدي المغرب أول ميدالية ذهبية في تاريخ الألعاب الأولمبية للشباب.
الإنجاز التاريخي لأبو فارس سبقه إنجاز آخر لا يقل شأنا، وهو بصيغة المؤنث أيضا، بواسطة مواطنتها وزميلتها صفية صالح التي كانت خير من افتتح حضور الرياضة المغربية في هذه الألعاب، والإعلان عن نواياها بالعودة بنتائج طيبة، بعد أن فازت بالميدالية الفضية في وزن أقل من 55 كلغ، وتسجل اسمها كأول بطلة مغربية تحرز الفضة في تاريخ المشاركات الوطنية في هذه التظاهرة.
تتويج ابنة مدينة المحمدية بالفضة، جاء بعد فوزها في ربع النهاية على الأردنية راما أبو الرب، ونصف النهاية على البرازيلية ساندي كاميلا، قبل أن يعاندها الحظ في المباراة النهائية أمام التايلاندية كانتيدا ساينسينغ.
المشاركة القوية للتايكواندو المغربي صاحبها حضور لا يقل إشعاعا وتميزا لأشبال الكراطي بنسبة نجاح وصلت بدورها إلى مائة في المائة، حيث تمكن الأبطال الثلاثة الذين مثلوا المغرب في هذه التظاهرة، من الصعود لمنصة التتويج، من خلال وصول كل من ياسين السكوري ونبيل الشعبي للمباراة النهائية، وأسامة الدرعي لدور نصف النهاية.
وأنهى ياسين السكوري مغامرته الأولمبية بانتزاع الميدالية الفضية في وزن أقل من 64 كلغ، وهو الإنجاز ذاته الذي حققه نبيل الشعبي في وزن أكثر من 68 كلغ، فيما آمن أسامة الدرعي بحظوظه في الفوز بميدالية إسوة بزملائه، لينجح في إهداء بلاده برونزية مستحقة في وزن أقل من 61 كلغ.
الكراطي المغربي واصل حضوره مع الكبار على مستوى المواعيد الدولية، والخبر السعيد هذه المرة أتى من العاصمة مدريد شهر نونبر الماضي، والمناسبة بطولة العالم للكبار، بعد أن تمكن عبد السلام أمكناسي من إحراز الميدالية البرونزية لوزن 60 كلغ، وهو نفس النهج الذي سارت عليه البطلة ابتسام صديني بنيلها لبرونزية ثانية على حساب الإيطالية لورا باسكا، صاحبة برونزية بطولة العالم 2014 وفضيتي بطولتي أوروبا 2010 و 2011.
رياضة الفن النبيل المغربية لم تترك الفرصة تمر دون تسجيل اسمها في تاريخ الألعاب الأولمبية للشباب، والإنجاز كان وراءه الملاكم ياسين الورز الذي عوض سوء الحظ الذي لازم زملاءه الذين انهزموا في مباراة نصف النهاية، بميدالية فضية بعد تأهله للمباراة النهائية في وزن أقل من 69 كلغ بعد تفوقه على منافسه الأذربيجاني حسنوف نيجات.
أم الألعاب المغربية التي كانت الرياضة الوحيدة الحاصلة على ميداليتين في تاريخ المشاركة الوطنية للألعاب الأولمبية للشباب، بفضل العداءين هشام السغيني صاحب برونزية 3000م في دورة سنغافورة 2010، وهشام شملال الحائز على برونزية 2000 م موانع في دورة نانجينغ الصينية 2014، أضافت لرصيدها ميدالية فضية بواسطة أنس الساعي في سباق 1500م.
هذه النتائج التي حققها الأبطال المغاربة في مختلف الأنواع الرياضية، سيكون لها من دون شك، انعكاس إيجابي على مشاركاتهم في القادم من الاستحقاقات، خصوصا وأنهم في سن تسمح لهم بالتطور بشكل يومي، كما ستشكل حافزا لمواصلة حضور الرياضة المغربية في أرقى المنافسات العالمية. وعرفت دورة بوينوس أيريس التي نظمت تحت شعار “عش المستقبل”، مشاركة 20 رياضيا مغربيا، ضمن ثمانية اختصاصات، وهي ألعاب القوى (5) والملاكمة ( 4) والكراطي ( 3) والتايكواندو ( 2) والجيدو (2) والسباحة (2) والألواح الشراعية (1) والمصارعة (1).
وشارك في النسخة الثالثة للألعاب الأولمبية للشباب التي أقيمت في الفترة الممتدة من 6 إلى 18 أكتوبر الماضي، نحو 4000 رياضي يمثلون أزيد من 200 بلد يتنافسون ضمن 32 اختصاصا رياضيا.